140

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Wilayah-wilayah
Arab Saudi
Empayar
Al Saud
النبات ﴿وَضُرِبَتْ﴾ جُعلتْ ﴿عَلَيْهِمِ الذِّلَّةُ﴾ الذلُّ والهوانُ ﴿وَالْمَسْكَنَةُ﴾ أي: أثر الفقرِ من السكون والخزي، فهي لازمةٌ لهم وإن كانوا أغنياءَ لزومَ الدرهمِ المضروبِ لِسِكَّتِه ﴿وَبَاءُوا﴾ رجعوا ﴿بِغَضَبٍ مِنَ اللَّه ذَلِكَ﴾ أي: الضرب والغضب ﴿بِأَنَّهُمْ﴾ أي: بسبب أنهم ﴿كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ﴾ كزكرياء ويحيى ﴿بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ أي: ظلمًا ﴿ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ يتجاوزون الحدَّ في المعاصي. وكرَّره للتأكيد.
وقولُ المؤلِّف: (﴿مِنْ﴾ للبيان): يريد ﴿مِنْ﴾ في قوله: ﴿مِنْ بَقْلِهَا﴾، فإنها بيانٌ لِمَا في قوله: ﴿مِمَّا تُنْبِتُ﴾، ومن الأولى في قوله: ﴿مِمَّا﴾ ابتدائية.
وقولُه: (حنطتها): فسَّر الفومَ بالحنطة، وهو قولُ الأكثر (^١)، وقيل: الفوم: الثوم (^٢)؛ فالأولُ يُناسبُه ذِكر العدسِ، والثاني: يُناسبُه ذِكر البصلِ، فاللفظُ مُحتملٌ للمعنيين.
وقولُه: (فأبوا أن يرجعوا): يريد أنهم أصرُّوا على طلبهم فلم ينفع فيهم قول موسى: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾.
وقولُه: (فدعا الله): أي دعا موسى ربَّه.
وقولُه: (فقال تعالى: ﴿اهْبِطُوا﴾): هذا يقتضي أنَّ قولَه: ﴿اهْبِطُوا﴾ من كلام الله، وهذا خلافُ ظاهر القرآن، وليس لِمَا ذكره دليلٌ.

(^١) هو قول ابن عباس وقتادة والحسن وأبي مالك الغفاري والسدي، واختاره الطبري وابن عطية، ونسبه ابن عطية لأكثر المفسرين. ينظر: «تفسير الطبري» (٢/ ١٥ - ١٨)، و«معاني القرآن» للزجاج (١/ ١٤٣)، و«المحرر الوجيز» (١/ ٢٢٨).
(^٢) وهو قول مجاهد والربيع والضحاك وسعيد بن جبير ومقاتل والكسائي والنضر بن شميل وابن قتيبة، وروي عن ابن عباس، وقرأ عبد الله بن مسعود: ﴿وثومها﴾ بالثاء، واختاره الفراء. ينظر المصادر السابقة، و«معاني القرآن» للفراء (١/ ٤١)، و«غريب القرآن» (ص ٥١)، و«تفسير الطبري» (٢/ ١٨ - ١٩).

1 / 144