Expeditions to Banu Mustaliq and Battle of Muraisi
مرويات غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع
Penerbit
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة
Lokasi Penerbit
المملكة العربية السعودية
Genre-genre
ما يتحدث الناس؟ فقالت: يا بنية هوني عليك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها ولها ضرائر، إلا كثرن عليها القول وحسدنها، قالت عائشة: سبحان الله!!.
وقد تحدث الناس بهذا!! ثم بكت واستمرت في البكاء وازدادت مرضًا إلى مرضها، ولما اشتد الأمر على رسول الله ﷺ، استشار بعض أصحابه في فراق أهله، فأشار عليه أسامة بن زيد بقوله: "يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلاَّ خيرًا"، وأشار علي بن أبي طالب بقوله: "لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك"، فدعا رسول الله ﷺ بريرة، وقال لها: "يا بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة؟ " فقالت بريرة: "والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرًا قط أعيبها به أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام على عجين أهلها فتأتي الشاة فتأكله"، وعندئذ قام رسول الله ﷺ على المنبر فخطب الناس وطلب من يعذره من عبد الله بن أبي ابن سلول، الذي أثار هذه الفتنة العمياء، فقال: "يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلاَّ خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ما علمت عليه إلاَّ خيرًا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي"، فقام سعد بن معاذ سيد الأوس فقال: "أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك". فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج، فقال لسعد بن معاذ: "كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله"، فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد بن معاذ - فقال لسعد بن عبادة: "كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين"، فثار الحيان الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا، وكادت تكون كارثة عظيمة بين الأوس والخزرج، تقر بها أعين الحاقدين على الإسلام وأهله، ولكن الرسول ﷺ المؤيد بالوحي قضى عليها بحكمته، فما زال بالحيين يخفضهم ويسكتهم حتى هدؤا، واستمر الحال على هذا نحو شهر لم ينزل على رسول الله ﷺ وحْي في ذلك، حتى اشتد الأمر عليه، وعلى صحابته الكرام، وتطلعت نفوسهم، إلى الوحي ينزل على رسول الله ﷺ ليكشف هذه الغمة ويجلي لهم الموقف. ورسول الله ﷺ لا يزيد على أن يذهب إلى أهله فيقول:
1 / 10