فأهل السنَّة يتولَّون الصحابةَ جميعًا، ويتولَّون كلَّ مسلم ومسلمة من قرابة النَّبيِّ ﷺ، ويعرفون الفضلَ لِمَن جمع اللهُ له بين شرف الإيمان وشرف النَّسب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله ﷺ، فإنَّهم يُحبُّونه لإيمانه وتقواه، ولصحبته إيَّاه، ولقرابته منه ﷺ، ومَن لم يكن منهم صحابيًّا، فإنَّهم يُحبُّونه لإيمانه وتقواه ولقربه من رسول الله ﷺ، ويَرون أنَّ شرفَ النَّسَب تابعٌ لشرف الإيمان، ومَن جمع الله له بينهما فقد جمع له بين الحُسنيين، ومَن لَم يُوفَّق للإيمان فإنَّ شرفَ النَّسَب لا يُفيده شيئًا، وقد قال الله ﷿: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وقال ﷺ في آخر حديث طويل رواه مسلم في صحيحه (٢٦٩٩) عن أبي هريرة ﵁: "ومَن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه".
وقد صدر لي في عام (١٤٢٢هـ) كتاب بعنوان: