63

Etiquette of Education in the Heritage of the Family and Companions

آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

Penerbit

مبرة الآل والأصحاب

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٧ ه - ٢٠١٦ م

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

وأنفسهم فداءً لنبيهم، فعلموا بذلك علوَّ قدره، وسُموَّ منزلته، فلم تكن أنفسهم لتسمح لأحد بعد ذلك بأن يقع فيه، فإذا ما سوَّلت لأحد نفسُه مِثلَ هذا السوء من الفعل؛ فوجئ بغضب هائج، وإعصار هادر؛ لا يتوقَّف حتى يثأر لصاحب الجناب الشريف.
ومن ذلك: أن غلمانًا من أهل البحرين خرجوا يلعبون بالصوالجة، وأسقف البحرين قاعد، فوقعت الأكرة على صدره، فأخذها، فجعلوا يطلبونها منه فأبى، فقال غلام منهم: سألتك بحق محمد ﷺ إلا رددتها علينا، فأبى، وسبَّ رسول الله ﷺ!
فأقبلوا عليه بصوالجهم، فما زالوا يخبطوا حتى مات.
فرفع ذلك إلى عمر ﵁، فوالله ما فرح بفتح ولا غنيمة كفرحته بقتل الغلمان لذلك الأسقف، وقال: «الآن عزَّ الإسلام، إن أطفالا صغارا شُتم نبيهم فغضبوا له وانتصروا». وأهدر دم الأسقف (^١).
٥ - تعظيم أمر النبي ﷺ ونهيه في نفوسهم، حتى لو كان على غير هواهم:
الصغير لا يميز بين الحلال والحرام، وشهوته وميله لفعل شيء يحبه لا ضابط له عنده، لكن المربي يزرع في نفسه منذ الصغر توقير النبي ﷺ وتعظيم أمره ونهيه، بربط ذلك بأفعاله وميوله، حتى يشب

(^١) أبو الفتح الأشبيهي، «المستطرف في كل فن مستطرف» (ص/ ٤٧١).

1 / 72