Engels: Pengenalan Singkat
إنجلز: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
بفضل الاقتصاد السياسي، ولا سيما نظرية مالثيس الخاصة بالإنتاج والسكان، انصرف انتباهنا إلى إنتاجية الأرض وإنتاجية البشر، واستنتج إنجلز من ذلك «أقوى الحجج الاقتصادية لدعم التحول الاجتماعي»؛ فالملكية الخاصة قد حولت الإنسان إلى سلعة، والمنافسة «اخترقت كل العلاقات في حياتنا وأكملت العبودية المتمثلة في المقايضة التي جعل الناس أنفسهم عبيدا لها في الوقت الراهن.» واستطرد إنجلز قائلا إن كل هذه الأمور ستقودنا «نحو القضاء على هذا الإذلال للبشرية، من خلال إلغاء الملكية الخاصة، والمنافسة، والمصالح المتعارضة.» وبعد ذلك، إذا تم الإنتاج على نحو واع، وعلم المنتجون قدر المنتجات التي يطلبها المستهلكون، وشاركوها معهم، فستكون «تقلبات المنافسة، واحتمالية تحولها إلى أزمة أمرا مستحيلا» (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الثالث).
تلك الموضوعات التي قدمها إنجلز تناولها ماركس في عمله «المخطوطات الاقتصادية والفلسفية» (وفي عمله «ملاحظات على جيمس ميل»)، الذي بدأ تأليفه في ربيع عام 1844. وعندما حقق إنجلز نجاحا، كان لدى ماركس مخزون كبير من المعلومات اللازمة لدراسته النقدية للاقتصاد السياسي، وشعور مبدئي بأن تلك الدراسة ستكون مشروعا كبيرا وصعبا إذا ما أنجزت على الوجه الأكمل. وبعد ذلك، وجد ماركس سببا أدعى لتأجيل عمله المهم للتعامل الفوري مع خصومه السياسيين، ويبدو أن إنجلز قد وافق على اقتراح ماركس بالتخلي التام عن الهيجليين الشباب؛ فهل يوجد ما يمكن أن يفعله ماركس لإتمام عمله، أفضل من الاستعانة بخدمات أحد أعضاء مجموعة برلين بعد تصحيح مفاهيمه؟
علاوة على ذلك، كانت شهرة إنجلز الكاتب تفوق شهرة ماركس، وحتى وقت المشروع المشترك المقترح، كان ماركس قد نشر حوالي اثنتي عشرة مقالة في عدد محدود جدا من الصحف والمجلات، التي كان يرأس تحرير بعضها. وعلى الرغم من تحقيق الصحيفة الكولونية الراديكالية (ورئيس تحريرها) شهرة كبيرة في أواخر عام 1842 وأوائل عام 1843، فقد اختفت تلك الشهرة سريعا؛ ومع ذلك فإن تلك الشهرة التي حققها ماركس لم تكن نابعة بقدر كبير من محتوى مقالاته، بل كانت نابعة من مزيج التوجهات الراديكالية والثورية التي كانت تعبر عنها الصحيفة ككل تحت رئاسته. وفي خطاب أرسله إنجلز إلى ماركس، سأله عن سبب وضع اسمه أولا على صفحة عنوان عملهما المشترك الذي حمل اسم: «العائلة المقدسة: نقد النقد النقدي»؛ وذلك بسبب ضآلة إسهامه فيه (أعمال ماركس وإنجلز بالألمانية، المجلد السابع والعشرون). ولم يكن إنجلز في حاجة لطرح هذا السؤال.
لم يكن كتاب «العائلة المقدسة» عملا مشتركا كاملا، من أي ناحية؛ لأن كل فصل - بل وبعض الأقسام الفرعية - كان يحمل توقيع مؤلفه. عرفت المقدمة العمل بأنه مقدمة نقدية لأعمال منفصلة، وفيها «نقدم - كل منا متحدثا عن نفسه بالطبع - وجهة نظرنا الإيجابية بشأنها»، وتلك الأعمال هي: أعمال ماركس النقدية للاقتصاد السياسي (وأيضا مقالات نقدية أخرى عن القانون والتاريخ والأخلاق ... إلخ)، وكتاب إنجلز «حالة الطبقة العاملة في إنجلترا» (الذي كان حينها قيد الطبع)، وعمله المنتظر عن التاريخ الاجتماعي لإنجلترا. والآن بعد أن انتقل إنجلز من الفلسفة والليبرالية إلى الاشتراكية والاقتصاد، لم يعد يحمل سوى الازدراء لنقد الهيجليين الشباب؛ قال في هذا الإطار:
النقد لا يفعل شيئا سوى «تكوين صيغ من عينات ما هو موجود بالفعل»، تحديدا من الفلسفة «الهيجلية» الحالية والتطلعات الاجتماعية الحالية؛ مجرد صيغ ولا شيء غيرها. وعلى الرغم من النقد اللاذع الذي وجهته الفلسفة الهيجلية للدوجماتية، فإنها تتسم بالدوجماتية، بل إنها تتسم بالدوجماتية «النسوية». إن الفلسفة «الهيجلية» ستظل أرملة عجوزا شاحبة تصبغ وتزين جسدها الذي تضاءل إلى مستوى التجريد البغيض للغاية، وتنظر بإغواء في كل أنحاء ألمانيا بحثا عن مغازل (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الرابع).
لحق إنجلز بماركس إلى بروكسل عام 1845، وارتضى - حسب اعترافه - بدور أقل في هذه الشراكة؛ حيث شعر على الأرجح بقدرات ماركس الفائقة في التحليل ودقته الشديدة. سافر الاثنان إلى إنجلترا في صيف 1845 وزارا مانشستر، ووجدا في طريق عودتهما إلى بروكسل ردا على كتاب «العائلة المقدسة» من جانب الهيجليين الشباب؛ لذا برزت حاجة ملحة إلى تقديم عرض واضح للأفكار الاشتراكية؛ فالنقد السابق، كما في كتاب «العائلة المقدسة»، كان نابعا من افتراضات غير موضحة تماما، وبالتأكيد غير معروضة تفصيلا. وبعد ذلك شرع ماركس وإنجلز في كتابة ما يبدو أنه أول عمل مشترك حقا ، وهو «الأيديولوجية الألمانية»؛ وكان ذلك بهدف تسوية اختلافاتهما مع هيجليي عصرهما السطحيين المزعجين، وأيضا للمساعدة في «توضيح أفكارهما الذاتية» (الأعمال المختارة لماركس وإنجلز، المجلد الأول).
شكل 4-1: فريدريك إنجلز، عام 1845.
كادت مخطوطة كتاب «الأيديولوجية الألمانية» تكون مكتوبة بالكامل بخط يد إنجلز، وكانت التصحيحات والتغييرات بخط كلا المؤلفين. في بعض الأحيان، كانت الصفحات مقسمة إلى عمودين، كان النص على اليسار، والإضافات على اليمين، وكان خط ماركس يكاد لا يقرأ، وقيل إن إنجلز قد كلف بعملية كتابة النص الذي اشتركا شفهيا في تأليفه. كان العمل من الناحية الفلسفية مماثلا للأعمال السابقة لماركس أكثر مما كان مماثلا لأعمال إنجلز، وكان القسم الأول مستقى مباشرة من مقالة ماركس «أطروحات حول فيورباخ»، التي كتبها في أوائل عام 1845 قبل وصول إنجلز إلى بروكسل. وفي هذه السطور القليلة، شن ماركس هجوما على «كافة أشكال المادية السابقة» (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الخامس)، وعندما تأمل إنجلز الكتاب عام 1888 بعد وفاة ماركس، اعترف بأن الأطروحات الإحدى عشرة حول فيورباخ كانت «أول عمل توجد فيه البذرة الرائعة للنظرة الجديدة للعالم» (الأعمال المختارة لماركس وإنجلز، المجلد الثاني). وفي عمل آخر وضعه في العام نفسه، كتب مرددا كلمات ماركس التي قالها عام 1859: «إن مدى التقدم الذي أحرزته بمفردي في سبيل الوصول إلى [فرضيات ماركس]، يظهر بوضوح شديد في عملي «حالة الطبقة العاملة في إنجلترا»، لكن عندما قابلت ماركس مرة أخرى في بروكسل ... فإنه كان قد أكملها بالفعل» (الأعمال المختارة لماركس وإنجلز، المجلد الأول).
وفي كتاب «الأيديولوجية الألمانية»، تعرض العديد من الهيجليين الشباب للهجوم الشديد بسبب أوهامهم؛ فقد زعموا أن: «علاقات البشر، وكل أفعالهم، وقيودهم ونقاط ضعفهم، هي نتاج وعيهم»، ولأنهم كانوا يواجهون العبارات بالعبارات، فقد كانوا «لا يعارضون العالم الفعلي القائم بأي حال من الأحوال.» تبنى ماركس وشريكه وجهة نظر معارضة لوجهة نظر الهيجليين الشباب؛ فكانت الأسس التي انطلقوا منها هي البشر - ليس «في أي حالة من حالات الثبات والعزلة الخيالية، بل في عملية تطورهم الفعلية والمحسوسة تجريبيا» - وكذلك مشروعهما المعنون «دراسة تطور الحياة الفعلية للأفراد وعملهم في كل عصر» (الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز، المجلد الخامس).
وفي الجزء الأول من كتاب «الأيديولوجية الألمانية»، كانت هناك فقرات وثيقة الشبه بأعمال إنجلز قبل تأثره بالماركسية، تلك الأعمال التي تناولت تاريخ الثورة الصناعية وتعليقاته على طبيعة الشيوعية، وكتب المؤلفان أن فيورباخ:
Halaman tidak diketahui