196

Encyclopedia of the Virtues of Islam and Refutation of the Slanders

موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

Penerbit

دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genre-genre

القول بأن لا يكلمهما إلا مع الاستكانة والذل والخضوع وإظهار ذلك لهما واحتمال ما يصدر منهما ويريهما أنه في غاية التقصير في حقهما وبرهما وأنه من أجل ذلك حقير ذليل ولا يزال على نحو ذلك إلى أن ينثلج خاطرهما ويبرد قلبهما عليه بالرضا والدعاء ومن ثم طلب منه بعد ذلك أن يدعوا لهما لأن ما سبق يقتضي دعائهما له كما تقرر فليكافئهما إن فرصت مساواة وإلا فشتان ما بين المرتبتين وكيف توهم المساواة وقد كانا يحملان أذاك وكلك وعظيم المشقة في تربيتك وغاية الإحسان إليك راجيين حياتك مؤملين سعادتك وأنت إن حملت شيئا من أذاهما رجوت موتهما وسئمت من مصاحبتهما ولكون الأم أحمل لذلك وأصبر عليه مع أن عنائها أكثر وشفقتها أعظم بما قاسته من حمل وطلق وولادة ورضاع وسهر ليل وتلطخ بالقذر والنجس وتجنب للنظافة والترفه لذا حض النبي ﷺ على برها ثلاث مرات وعلى بر الأب مرة واحدة كما في الحديث" أن رجلا جاء النبي ﷺ فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، ثم من؟ قال أمك، ثم من؟ قال أبوك ثم الأقرب فالأقرب". (١) وجاء رجل إلى أبي الدرداء فقال يا أبا الدرداء إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله ﷺ يقول: "الوالدة أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه" (٢). فبرهما يزيد في العمر: قال ﷺ: "لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القضاء إلا الدعاء وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها". (٣) وبرهما شكر لله ولهما: قال الله ﷿: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: ١٤]. فانظر - وفقني الله وإياك -

(١) أخرجه الترمذي (١٨٩٧) وقال: حديث حسن، وأبو داود (٥١٣٩)، وصححه الألباني في: صحيح أبي داود (١٦/ ٢٠). (٢) أخرجه الترمذي (١٩٠٠)، وابن ماجه (٣٦٦٣)، وانظر السلسلة الصحيحة (٩١٠). (٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٧)، والترمذي (٢١٣٩)، وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٨٧/ ٧٦).

1 / 196