165

الموسوعة القرآنية المتخصصة

الموسوعة القرآنية المتخصصة

Penerbit

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Lokasi Penerbit

مصر

Genre-genre

الأسباب حتى إنها قد يتلاشى الإجمال فى بعضها. ثانيها: هل المجمل واقع فى القرآن؟: يتضح من الأمثلة السابقة عند عرض أسباب الإجمال وقوع المجمل فى القرآن خلافا لدواد الظاهرى. ولكن هل يبقى على إجماله؟ خلاف بين العلماء، والصواب عندى: أنه لا يكون كذلك، على ما أثبتناه من أن الحق فى المتشابه علم الراسخين بتأويله، وقيل: يبقى مطلقا، وقيل: لا يبقى فى مواطن التكليف. وكل هذا ضعيف سوى الأول. ثالثها: آيات اختلف فيها هل من قبيل المجمل أم المبين؟ ذكر السيوطى نماذج: منها: آية السرقة قيل: مجملة؛ لأن اليد تطلق على العضو إلى الكوع وإلى المرفق وإلى المنكب، ولا ظهور لواحد منها، وأبان الشارع المراد، وقيل: لا إجمال فيها؛ لأن القطع ظاهر فى الإبانة. ومنها وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ (١١) قيل: إنها مجملة لترددها بين مسح الكل والبعض، ومسح الشارع على الناصية مبين، وقيل: لا، إنما هى لمطلق المسح الصادق بأقل مسح. ومنها: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ (١٢) بنسب الحرمة للعين، ولا حرمة فيها، فهى مجملة؛ لأنه لا بدّ من تقدير لفعل وهو محتمل. وقيل: لا، لوجود المرجح وهو العرف بتحريم الاستمتاع. ومنها: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا (١٣) قيل: مجملة؛ لأن ما من بيع إلا وفيه زيادة، وقيل: لا؛ لأن البيع منقول شرعا فحمل على إطلاقه وعمومه. ومنها: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ (١٤) ووَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ (١٥). والآيات التى فيها الأسماء الشرعية لاحتمال إرادة معانيها اللغوية فافتقرت للبيان، وقيل: لا، بل تحمل على الشرعية إلا بدليل. رابعها: التفرقة بين المجمل والمحتمل لمعنيين: فرق بينهما ابن الحصار (١٦) - بعد أن ذكر أن من الناس من ساوى بينهما- بأن المجمل: اللفظ المبهم الذى لا يفهم المراد منه، والمحتمل: الواقع بالوضع الأول على معنيين مفهومين فصاعدا. والمجمل يدل على أمور معروفة، والمحتمل متردد بينها، والشارع لم يفوض لأحد بيان المجمل بخلاف المحتمل (١٧).

(١١) سورة المائدة: ٦. (١٢) سورة النساء: ٢٣. (١٣) سورة البقرة: ٢٧٥. (١٤) سورة البقرة: ٤٣. (١٥) سورة آل عمران: ٩٧. (١٦) هو على بن محمد بن محمد بن إبراهيم الخزرجى الإشبيلي له مؤلفات منها «أصول الفقه»، و«الناسخ والمنسوخ»، و«البيان فى تنقيح البرهان». توفى سنة ٦١١ هـ (التكملة لابن الأبار ص ٦٨٦). (١٧) انظر: الإتقان فى علوم القرآن: (ج ٣ ص ٦٢: ص ٦٥).

1 / 169