موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
Penerbit
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
Nombor Edisi
الثانية ١٤٢٦ هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٥ م.
Lokasi Penerbit
جادة ابن سينا.
Genre-genre
ومثلُ هذا السائلِ موجودٌ في الدماغِ أيضًا، حيثُ إنّ المخَّ محاطٌ بسائلٍ يمنعُ تأذِّي المخِّ بالصدماتِ، بل إنَّ هذا السائلَ يمتصُّ كلَّ صدمةٍ مهما تكنْ كبيرةً، وهذا السائلُ الأمنيوسي هو الذي يحمِي الجنينَ من الصدماتِ، والسقطاتِ، والحركاتِ العنيفةِ، التي تصيبُ المرأةَ الحاملَ، فإنّ أيَّ ضربةٍ، أو أيِّ صدمةٍ يمتصُّها هذا السائلُ، ويوزِّعُها على كلِّ سطحِ الجنينِ حتّى لا يتأثرَ.
ثالثًا: هذا السائلُ يسمحُ للجنينِ بحركةٍ حرّةٍ خفيفةٍ، فإنّ الأجسامَ، وهي في السوائلِ تبدو حركتُها أسهلَ بكثيرٍ ممّا لو لم يكن هناك سائلٌ.
رابعًا: إنّ هذا السائلَ جهازُ تكييفٍ، له حرارةٌ ثابتةٌ لا تزيدُ، ولا تقلُّ، إلا في أجزاءِ الدرجةِ، فمهما كان الجوُّ الخارجيُّ باردًا أو حارًا، فإنّ هذا السائلَ يحقِّقُ للجنينِ حرارةً ثابتةً تعِينُه على النموِّ.
خامسًا: يمنعُ هذا السائلُ التصاقَ الجنينِ بالغشاءِ الأمنيوسيِّ، ولو أنّ هذا الالتصاقَ حَصَلَ لكان هناك تشوهاتٌ في خَلْقِ الجنينِ.
سادسًا: إنّ هذا السائلَ نفسَه يسهِّلُ الولادةَ، وهو الذي يعينُ على الانزلاقِ، وتوسيعِ الأماكنِ التي سوف يمرُّ منها الجنينُ.
سابعًا: هذا السائلُ حينما يسبقُ الجنينَ إلى الخارجِ يطهِّرُ، ويعقِّمُ المجرَى لئلا يُصَابَ الجنينُ بالتسمُّمِ، فمِن تطهيرِ المجرَى، ومن تسهيلِ الولادةِ، ومِن منعِ التصاقِ الجنينِ بالغشاءِ الأمنيوسيِّ، ومِن تحقيقِ الحرارةِ الثابتةِ، ومِن تحقيقِ الحركةِ الحرّةِ الخفيفةِ، ومِن حمايةِ الجنينِ مِن الضرباتِ واللكماتِ، ومن تغذيةِ الجنينِ، إنّ هذا السائلَ الأمنيوسي الذي جَعَلَه اللهُ داخلَ الرحمِ، وداخلَ الغشاءِ الأوّلِ يسْبَحُ فيه الجنينُ لهو آيةٌ مِن آياتِ اللهِ ﷾: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ذلكم الله رَبُّكُمْ﴾ [الزمر: ٦] .
ذلك عالِمُ الغيبِ والشهادةِ، ذلك هو الخلاقُ العليمُ، ذلك هو الرَّبُّ الكريمُ.
1 / 94