135

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Penerbit

دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني

Nombor Edisi

الثانية ١٤٢٦ هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٥ م.

Lokasi Penerbit

جادة ابن سينا.

Genre-genre

إذًا لمَّا كان الحديثُ عن الإنشاء، إنشاءِ السمعِ والأبصارِ قُدِّم السمعُ على البصرِ في سبع عشرةَ آية، وحينَ انصبَّ الحديثُ على فعلِ الإبصارِ، حيث إنّ الصُّوَرَ تراها العينُ قبلَ الصوتِ قُدِّم الإبصارُ على السمعِ، ﴿رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فارجعنا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ١٢]، وأَصْدَقُ شاهدٍ على ذلك زمجرةُ الرعدِ، فترى البرقَ، وبعدَ حينٍ تستمعُ إليهِ، لو رأيْتَ رجلًا من بعيدٍ ينْحتُ حجرًا، وقد هوى بالمطرقةِ على الحَجَرِ، فإنه بعد حينٍ تسمعُ صوتَ وقْعِ المطرقةِ على البصرِ.
والآياتُ القليلةُ التي وردَ فيها ذِكْرُ "البصر" قبْل السمعِ هي تلك الآياتُ التي تنذِر بالعقابِ، أو تصف الكافرينَ، وليس في أيٍّ منها إشارةٌ لخلقِ هذين الحِسَّيْنِ، أو لوصفِ وظيفتهما، أو تطوُّرِهما.
قال تعالى: ﴿وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ﴾ [الأعراف: ١٧٩] .
وقال سبحانه: ﴿أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٩٥] .
وقال ﷻ: ﴿ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ﴾ [المائدة: ٧١] .
وقال تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا﴾ [الإسراء: ٩٧] .
وظيفة العينين والأذنين
يقولُ اللهُ ﷾: ﴿والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: ٧٨]، وقال: ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ [السجدة: ٩]، وقال: ﴿قُلْ هُوَ الذي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ﴾ [الملك: ٢٣]، وقال تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ﴾ [البلد: ٨] .

1 / 134