192

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية

موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية

Penerbit

موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net

Genre-genre

لأن أهل السنة يثبتون كل الصفات من غير تأويل ولا تحريف ولا تكييف ولا تمثيل والأشاعرة لا يثبتون الصفات كلها كما هو معلوم من مذهبهم بل يؤولون أكثرها بحجة التنزيه وهو اعتقاد فاسد لا يقره أهل السنة والجماعة.
- القول بأن الأشاعرة هم المتمسكون بمذهب الأشعري ﵀، وهذا الخطأ نشأ من عدم اعتراف هذه الطائفة برجوع الأشعري ﵀ إلى مذهب أهل السنة والجماعة كما صح عنه ذلك وكما قرره في كتبه كالإبانة والمقالات وغيرها وقد صرح بما لا خفاء به بأنه على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى.
- قول بعض أهل البدع ننزه الله عن التشبيه والتمثيل والتركيب والتبعيض وحلول الحوادث والجسم وتعدد القدماء .. إلخ. كلها من كلمات أهل البدع ولا شك أن السلف ينفون عن الله تعالى كل صفة لم ترد في الكتاب أو في السنة وبالنسبة لإطلاق بعض العبارات المجملة فإنهم يستفسرون من قائلها وماذا يقصده من كلامه مثل الجسم وغيره من الألفاظ المجملة ثم يحكمون عليه تبعًا لذلك.
- تقسيم أهل السنة والجماعة إلى سلف وخلف وإن جميعهم يسمون بالسلف وبأهل السنة والجماعة. هذا خلط غير صحيح وجمع بين نقيضين فإن الخلف مؤولة الصفات وليسوا هم السلف المثبتة لها ويلتحق بهذا أيضًا ما أصله أهل البدع بقولهم مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم وهو تقسيم باطل وتفضيل للمؤولة والمحرفة على السلف أصحاب السنة والجماعة الذين مذهبهم أسلم وأعلم وأحكم.
- الزعم بأنه يجب التأويل خصوصًا في بعض النصوص وأن من لم يؤولها وقع في الخطأ وأن من منع التأويل فإنه سيضطر هنا إليه وإلا كان كلامه باطلًا بزعمهم، وكذلك فإن من منع التأويل مطلقًا وقال به هنا كان دليلًا على تناقضه فيما يزعم هؤلاء الخلف ومن أمثلة ذلك:
١ - قوله تعالى: مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ [المجادلة:٧].
٢ - وقوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق: ١٦].
٣ - وقوله تعالى: وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ [القمر:١٣ - ١٤]
٤ - وقوله تعالى: وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [الفجر:٢٢].
٥ - وقوله تعالى: أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ [الأنعام:١٥٨].
كما استدل المخالفون للسلف على وجوب التأويل بأحاديث من السنة النبوية زاعمين أن من لم يؤولها فإنه لا يكون سلفيًا.١ - مثل قوله ﷺ فيما يرويه عن ربه أنه قال: «ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه» (١).٢ - ومثله الحديث الآخر أن الله تعالى قال: «ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» (٢).٣ - «الحجر الأسود يمين الله في الأرض» (٣) وقد زعم المخالفون للسلف أننا لو لم نؤول هنا لأصبحنا ملاحدة نؤمن بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود كما يزعمون.٤ - حديث نزول الله تعالى في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا (٤).

(١) رواه البخاري (٦٥٠٢).
(٢) رواه البخاري (٧٤٠٥) ومسلم (٢٦٧٥).
(٣) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٣٢٨) وقال منكر، وقال ابن تيمية في «تلبيس الجهمية» (٦/ ١٣٧) ليس بثابت، وقال الألباني في «الضعيفة» (٢٦٨٥) موضوع.
(٤) رواه البخاري (١١٤٥) ومسلم (٧٥٨) وغيرهما.

1 / 191