163

Encyclopedia of Ethics - Al-Kharraz

موسوعة الأخلاق - الخراز

Penerbit

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Lokasi Penerbit

الكويت

Genre-genre

منها: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة.
وقيل: تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء: أن يكون ظاهره خيرًا من باطنه.
وقال صاحب المنازل: الإخلاص تصفية العمل من كُلِّ شوب (١).
وحقيقة الإخلاص: التبَرِّي عن كُلِّ ما دُونَ الله تعالى (٢).
قال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: ٢].
وقال سبحانه: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البينة: ٥].
قراَءة القرآن من أجل العبادات، وأفضل القربات التي يبتغي فيها المرء وجه الله تعالى، وكل عمل يُتَقربُ به إلى الله، ولا يتحقق فيه شرطا قبول العمل -الإخلاص والمتابعة- فهو مردود على صاحبه؛ لهذا قال السلف: قل للمرائي: لا تتعب!
ويكفي القارئ زجرًا ووعيدًا أن يعلم عقوبة من تعلم القرآن لكي يقال عنه قارئ! أو يقرأ وهو يرائي، فعاقبة أمره خُسرا، فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ﵁ أنه قال: سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقولُ: "إن أَوَّلَ الناسِ يقضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيهِ، رَجل استُشهِدَ، فَاُتِيَ بِهِ فَعَرفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا. قال: فَمَا عَمِلتَ فِيهَا؟ قال: قاتلتُ فِيكَ حَتى اشتُشهِدتُ، قال: كَذبتَ، وَلكِنَّكَ قاتلتَ لأَن يُقَالَ: جَرِيءٌ، فقَد قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجهِهِ حَتى أُلقِيَ فِي النَّارِ. ورجُلٌ تَعَلَّمَ العِلمَ وَعَلمَهُ، وَقَرَأَ القُرآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ

(١) "مدارج السالكين" (٢/ ٩١)، و"المفردات" (١٥٥).
(٢) "المفردات" (١٥٥).

1 / 163