نعاورهم ثم حد السيوف … وفي كل أوب خلسنا العقولا
نخبزهم (^١) بصلاب النسور … خبز القوي العزيز الذليلا
قتلنا خُزَاعة في دارها … وبكرًا قتلنا وجيلًا فجيلا
نفيناهم من بلاد المليك … كما لا يحلُّون أرضًا سهولا
فأصبح سبيهم في الحديد … ومن كل حي شفينا الغليلا
وقال أيضًا ثعلبة بن عبد الله (هذيم القُضَاعي) في ذلك من أمر قُصي القُرشي حين دعاهم فأجابوه:
جلبنا الخيل مضمرة تُعالى (^٢) … من الأعراف (^٣) أعراف الجناب (^٤)
إلى غوري تهامة فالتقينا … من الفيفاء في قاع باب
فأما صوفة الخنثي فخلوا … منازلهم محاذرة الضراب
وقام بنو علي (^٥) إذ رأونا … إلى الأسياف كالإبل الطراب
وردَّ قُصي بن كِلاب على أخيه رزاح العُذري قائلًا:
أنا ابن العاصمين (^٦) بني لؤي … بمكة منزلي وبها رُبْيت
إلى البطحاء قد علمت مَعْد … ومروتها رضيت بها رضيت
فلست لغالبٍ إن لم تأتل رزاح … بها أولاد قَيْذر والنبيت (^٧)
ناصري وبه أُسامى … فلست أخاف ضَيْمًا ما حييت
(^١) نخبزهم: أي نسوقهم سوقًا شديدا.
(^٢) تعالى: ترفع في سيرها.
(^٣) الأعراف: الرمل المرتفع.
(^٤) الجناب: موضع ببلاد قُضَاعة.
(^٥) بنو علي: يقصد بني كنانة لما أنه عبد مناة بن كنانة كان ربيبًا لعلي بن الأزدى القحطاني جد سطيح الكاهن المعروف في اليمن فقيل لبني كنانة بنو علي.
(^٦) العاصمين: يقصد بذلك أنهم يعصمون الناس ويمنعونهم لكونهم أهل البيت الحرام.
(^٧) قيذر والنبيت: أولاد إسماعيل ﵇.