347

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Penerbit

المكتبة العلمية بيروت

Lokasi Penerbit

لبنان

Genre-genre

٢٣٧- خطبة أخرى له:
ومر بأهل راية، فرآهم لا يزولون عن موقفهم، فحرض عليهم الناس -وذكر أنهم غسان- فقال:
"إن هؤلاء لن يزولوا عن موقفهم دون طعن دراك، يخرج منهم النسم١، وضرب يفلق منه الهام٢. ويطيح ٣ العظام، وتسقط منه المعاصم٤ والأكف. وحتى يصدع جباههم بعمد الحديد، وتنتشر حواجبهم على الصدور والأذقان، أين أهل الصبر، وطلاب الأجر؟ ".
"تاريخ الطبري ٦: ٢٥".

١ جمع نسمة، وهي نفس الروح "بفتح الفاء" ثم سميت بها النفس "بالسكون".
٢ جمع هامة، وهي الرأس.
٣ يصح أن يكون مضارع طيح بالتشديد: طيح بثوبه: رمى به في مضيعة، وطيح الشيء: ضيعه، وأن يكون مضارع أطاح: أطاح شعره أسقطه، والشيء أفناه وأذهبه، وأن يكون مضارع طاح: طاح يطيح ويطوح هلك، أو أشرف على الهلاك وذهب وسقط وتاه في الأرض.
٤ جمع معصم بكسر الميم، وهو موضع السوار أو اليد.
٢٣٨- خطبة عبد الله بن عباس:
وخطب عبد الله بن عباس أهل العراق بصفين، فقال:
"الحمد لله رب العالمين، الذي دحا١ تحتنا سبعًا، وسمك٢ فوقنا سبعًا، وخلق فيما بينهن خلقًا، وأنزل لنا منهن رزقًا، ثم جعل لكل شيء قدرًا، يبلى ويفنى، غير وجهه الحي القيوم، الذي يحيا ويبقى.

١ دحا الله الأرض يدحوها ويدحاها: بسطها.
٢ أي رفع.

1 / 350