Efforts of Muslim Scholars in Criticizing the Bible from the 8th Century AH to the Present "Review and Critique"
جهود علماء المسلمين في نقد الكتاب المقدس من القرن الثامن الهجري إلى العصر الحاضر "عرض ونقد"
Genre-genre
وعن موقفه الذى تنازل فيه عن زوجته لفرعون يقول د/ بدران: هكذا صورت التوراة إبراهيم ﵇ وألصق له كتبتها أشياءً غير أخلاقية وجعلته يؤثر الأشياء الدنيوية على شرفه ... ألصقوا به الخوف وعدم الاهتمام بالشرف لمجرد أن يملأ بطنه، وماذا عن موقف فرعون (١)؟ تقول التوراة:
"إن فرعون اتخذ سارة زوجة له .. ولما عرف أن سارة زوجة إبراهيم دعاه وقال له: "ما هذا الذي صنعت بي؟ لماذا لم تخبرنى أنها امرأتك؟ لماذا قلت هى أختى؟ حتى أخذتها لى لتكون زوجتى؟ والآن هو ذا امرأتك. خذها واذهب" (٢).
(وهكذا كان موقف فرعون أسمى وأنبل من موقف إبراهيم ﵇ هكذا أوقفت التوراة إبراهيم ﵇ موقفًا خسيسًا يرضى لزوجته أن تكون لغيره) (٣) وحاشا لله أن يصدر ذلك من أبى الأنبياء وخليل الرحمن وكل ما نسبته له التوراة كذب وافتراء.
وينتقد د/ محمد دياب ما نسب لسيدنا إبراهيم ﵇ في التوراة بقوله: هكذا يحوى كتاب اليهود المقدس الكثير من اللغو والعبث والهذى فينسب لخليل الرحمن الاتجار بالعرض والشرف كما يصفه بالكذب عندما قال عن سارة لما سأله أبيمالك - من هذه؟ قال أختى - (٤).
موقف القرآن الكريم من سيدنا إبراهيم ﵇
إن ما نسبته التوراة إلى إبراهيم ﵇ زور وبهتان ومحض افتراء على خليل الرحمن فهو أعلى منازل الأنبياء بعد رسولنا ﷺ فقال تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ (٥) بل إنه أمة بميزان القرآن الكريم وهو فرد فقال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (٦) وهو من أولى العزم من الرسل قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (٧). وهو بانى الكعبة ومطهرها من الأصنام فقال تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (٨). وغير ذلك من الآيات إلى تبين مقامه الرفيع عند الله ﷾.
(١) التوراة: د/ بدران ص ٥٠.
(٢) تكوين: (١٢/ ١٨ - ٢٠) إبراهيم في مصر.
(٣) التوراة: د/ بدران ص ٥٠.
(٤) انظر: أضواء على اليهودية د/ محمد دياب ص ٨٣.
(٥) سورة النساء الآية: (١٢٥).
(٦) سورة النحل الآية: (١٢٠).
(٧) سورة الأحزاب الآية: (٧).
(٨) سورة البقرة الآية: (١٢٧) وانظر: فلسطين في الميزان د/ الهاشهى ص ٢٩.
1 / 175