164

Eclarification of the Truth in the Biography of Aisha al-Siddiqah

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

Penerbit

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

Lokasi Penerbit

الظهران

Genre-genre

عَظِيمٌ﴾ الآيات (١).
خامسًا: أن حادثة الإفك أثبتت بشرية الرسول ﷺ، وأنه لا يعلم الغيب، حيث عاش الرسول ﷺ تلك المحنة شهرًا كاملًا وهو لا يعلم شيئًا عن حقيقة الأمر، بل صار يستشير ويسأل أصحابه عن عَائِشَة، وصدق الله حيث قال: ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (٢)، وفي هذا رد على الطوائف المبتدعة التي تقول: إِنَّ النَّبِيّ ﷺ ليس بشرًا، وتدعي أيضًا أنه يعلم الغيب.
سادسًا: أن هذه المحنة أظهرت المنافقين المندسين في صفوف المؤمنين، فتأتي المحن، وتأتي الفتن؛ لتظهر ما تكنه الصدور من نفاق، ولتظهر ما تكنه القلوب من حقد على الإِسلام وأهله، فظهر النفاق، وظهرت عصابة النفاق.
سابعًا: أن دعاة الإسلام - المنتمين لهذا الدين بإخلاص وصدق - مستهدفون ومعرضون للاتهام، ولإشاعة الشائعات، وإلصاق التهم بهم؛ فالطعن في الأشراف والأطهار، هي سنة الناقمين الحاقدين، فهذه مريم بنت عمران رُمِيَت في عرضها بهتانًا وزورًا، فبرأها الله من ذلك، قال تعالى: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ

(١) سورة النور، الآيات:٢٣ - ٢٥.
(٢) سورة الأعراف، الآية:١٨٨.

1 / 188