Jalan-Jalan Selepas Pasca-Moden

Badr Din Mustafa d. 1450 AH
75

Jalan-Jalan Selepas Pasca-Moden

دروب ما بعد الحداثة

Genre-genre

Venus ، مثلا، يمثل بالنسبة للإغريق، الذين يرون فيه رمزا للجمال، سياقا تراثيا، يختلف عنه لدى رجال الدين في العصور الوسطى ممن كانوا ينظرون إليه باعتباره وثنا ينذر بالشؤم. إلا أن كلا الفريقين لم يكن ينكر ما له من تفرد أو شذى.»

23

غير أن معنى العمل الفني راح يتغير في عصر إعادة الإنتاج الآلي الحديث، فتقنيات وآليات إعادة الإنتاج تعمل على فصل «المنتج المعاد إنتاجه» وانتزاعه من أبعاده التاريخية؛ ومن ثم يتهاوى هذا الشذى أو تلك «الهالة» ويتلاشى التفرد والخصوصية التي كانت للأعمال الفنية. هذا بالإضافة إلى أن الظروف والأوضاع التي أصبح يتلقى فيها العمل الفني قد تغيرت؛ «فالمعرض الفني وقاعة الموسيقى يفقدان صفتهما «المقدسة» حيث يمكن إعادة إنتاج العمل الفني واختباره أو عيش تجربته في عدد كبير من الظروف أو الأوضاع.»

24

وعلى الرغم من الروح النقدية التي يتحدث بها بنيامين، إلا أنه قد رأى في ضياع «هالة» الفن إمكانية لتعزيز التفكير النقدي للجمهور حيال ما يعرض عليهم من أعمال فنية. فهالة الفن قديما كانت تشكل عائقا أمام التلقي الموضوعي للعمل الفني، كانت تخلق نوعا من القداسة للفن، يطلق عليه بنيامين الربقة اللاعقلانية «كلما انخفضت الأهمية الاجتماعية لأحد الأشكال الفنية، ازداد تمييز الجمهور للفارق بين النقد والمتعة.»

25

في مقابل ذلك يرى أدورنو أن إعادة النسخ هو عرض من أعراض النكوص

regression «فالبشر يستهلكون أفلامهم أو موسيقاهم بطريقة ذاهلة لأن حيواتهم ليست ملكا لهم، بل تتوقف على التقيد بقيود الشركات الاحتكارية.»

26

وبدلا من أن تثير الفكر النقدي، فإنها تجعل الفكر ذاته أمرا لا ضرورة له. فالغرض الأساس لصناعة الثقافة - ومن ضمنها الفن - هو إزالة الفوارق الاجتماعية والأيديولوجية، وفي الأسواق كل شيء يتساوى، أما الاختلاف الوحيد الممكن فهو أن المنتجين المتخصصين يقفون في جانب، والمستهلكين يقفون في الجانب الآخر. وفيما بينهم تقع أدوات التوزيع الثقافي، ووسائل الإعلام الجماهيري.

Halaman tidak diketahui