126

Mutiaranya Selam Dalam Kesesatan Khalayak

درة الغواص في أوهام الخواص

Penyiasat

عرفات مطرجي

Penerbit

مؤسسة الكتب الثقافية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Lokasi Penerbit

بيروت

[١٠١] وَيَقُولُونَ لمن يَأْتِي الذَّنب مُتَعَمدا: قد اخطأ، فيحرفون اللَّفْظ وَالْمعْنَى لِأَنَّهُ لَا يُقَال: اخطأ إِلَّا لمن لم يتعمدالفعل أَو لمن اجْتهد، فَلم يُوَافق الصَّوَاب، وإياه عَنى ﷺ بقوله: إِذا اجْتهد الْحَاكِم فَأَخْطَأَ فَلهُ أجر وَإِنَّمَا أوجب لَهُ الْأجر عَن اجْتِهَاده فِي إِصَابَة الْحق الَّذِي هُوَ نوع من أَنْوَاع الْعِبَادَة، لَا عَن الْخَطَأ الَّذِي يَكْفِي صَاحبه أَن يعْذر فِيهِ وَيرْفَع مأثمه عَنهُ، وَالْفَاعِل من هَذَا النَّوْع مخطيء، وَالِاسْم مِنْهُ الْخَطَأ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ لمُؤْمِن أَن يقتل مُؤمنا إِلَّا خطأ﴾، أما الْمُتَعَمد الشَّيْء فَيُقَال فِيهِ: خطئَ فَهُوَ خاطئ، وَالِاسْم مِنْهُ الْخَطِيئَة، والمصدر الخطء بِكَسْر الْخَاء وَإِسْكَان الطَّاء، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِن قَتلهمْ كَانَ خطأ كَبِيرا﴾ قَالَ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد ﵀: ولى فِيمَا انتظم هَاتين اللفظتين واحتضن معنييهما المتنافيين: (لَا تخطون إِلَى خطء وَلَا خطأ ... من بَعْدَمَا الشيب فِي فوديك قد وخطا) (فأيّ عذر لمن شابت مفارقه ... إِذا جرى فِي ميادين الْهوى وخطا) الْخَطِيئَة تقع على الصَّغِيرَة كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ إِخْبَارًا عَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا وعَلى سَائِر الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ السَّلَام: ﴿وَالَّذِي أطمع أَن يغْفر لي خطيئتي يَوْم الدَّين﴾ وَيَقَع على الْكَبِيرَة كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿بلَى من كسب سَيِّئَة وأحاطت بِهِ خطيئته فَأُولَئِك أَصْحَاب النَّار هم فِيهَا خَالدُونَ﴾ . [١٠٢] يَقُولُونَ لمن بَدَأَ فِي إثارة شَرّ أَو فَسَاد أَمر: قد نشب فِيهِ، وَوجه الْكَلَام أَن

1 / 134