217

Durra Thamina

الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط بحوث المدينة بالحواشي

Penyiasat

د. صلاح الدين بن عباس شكر

Penerbit

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lokasi Penerbit

السعودية

Genre-genre

Perbualan
Sejarah
الباب الحادي عشر: في ذكر قتل بني قريظة [٢٤/ب] بالمدينة:
١٢٥ - قال ابن إسحاق: «لما انصرفَ رسولُ الله ﷺ من الخندق راجعًا إلى المدينة والمسلمون، ووضعوا السلاح، فأتى جبريلُ رسولَ الله ﷺ معتجرًا (^١) بعمامةٍ مِنْ إستبرق (^٢) على بغلةٍ عليها قطيفة (^٣) من ديباج (^٤) فقَال: أَقَدْ وضعتَ السلاح يا رسولَ الله. قالَ: «نعم». فقال: ما وضعتِ الملائكةُ بعدُ السلاحَ، وما رجعتُ الآن إلا مِنْ طَلبِ القوم. [إنَّ] (^٥) الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة، فإنِّي عامدٌ إليهم فمزلزلٌ بهم، فَأَذَّنَ رسول الله ﷺ: «مَنْ كان سَامَعًا مطيعًا فلا يصليِّنّ (^٦) العصرَ إلا في بني قريظة»، وأقبلَ رسولُ الله ﷺ والمسلمون،

(^١) في نسختي (ج) و(د): (معتمًا) بدل (معتجرًا)، والاعتجار: لف العمامة دون التلحي. القاموس المحيط، ص ٤٣٦.
(^٢) الإستبرق: الديباج الغليظ، أو ديباج يعمل بالذهب، أو ثياب حرير صفاق نحو الديباج. القاموس المحيط، ص ٨٦٧.
(^٣) القطيفة: دثار مخمل. القاموس المحيط، ص ٨٤٥.
(^٤) الديباج: معرب، جمع دبابيج، والمدبج: المزين به. القاموس المحيط، ص ١٨٧.
(^٥) سقطت كلمة (إن) من نسخة (أ)، وهي مثبتة في بقية النسخ كما هي في السير.
(^٦) فقد صلى جماعة من المسلمين قبل أن تغرب الشمس، وقالوا: لم يرد النبي الله ﷺ إخراج الصلاة عن وقتها، وإنما أراد الحث والاستعجال، وصلى جماعة من المسلمين العصر بعد العشاء الآخرة، فما عنف النبي الله ﷺ أحدًا من الفريقين، وفي هذا دليل على أن كل مختلفين في الفروع من المجتهدين مصيب، وفي حكم داود وسليمان في الحرث أصل لهذا الأصل أيضًا؛ فإنه قال ﷾: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيمَانَ، وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾، ولا يستحيل أن يكون الشيء صوابًا في حق إنسان وخطأ في حق غيره، فيكون من اجتهد في مسألة فأداه اجتهاده إلى التحليل مصيبًا في استحلاله، وآخر اجتهد فأداه اجتهاده ونظره إلى تحريمها مصيبًا في تحريمها، وإنما المحال أن يحكم في النازلة الواحدة بحكمين متضادين في حق شخص واحد. انظر: السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ١٨٥، الروض الأنف للسهيلي ٣/ ٣٨١.

1 / 227