كل هذا يكشف لنا عن المكانة التي امتاز بها يوسف بن عبد الهادي علميًا واجتماعيًا وسط الناس وخصوصًا عندما نستعرض شهادات العلماء فيه ﵀.
قال صاحب "مختصر طبقات الحنابلة": "الشيخ الإمام العالم العلامة نخبة المحدثين، عمدة الحفاظ المسندين، بقية السلف، قدوة الخلف، كان جبلًا من جبال العلم ... عديم النظير في التحرير والتقرير ... أعجوبة عصره في الفنون ونادرة دهره الذي لم تسمح بمثله السنون ... " (١)
ونؤه بعلمه وفضله ابن العماد في "الشذرات" فقال: "كان إمامًا علاّمة يغلب عليه علم الحديث واللغة ويشارك في النحو والتصريف والتصوّف والتفسير ... ودرس وأفتى وألف تلميذه شمس الدين بن طولون في ترجمته مؤلفًا ضخمًا". (٢)
أما ابن الغزي فقد أشاد بالشيخ وعلمه. بقوله: "أخذ في قراءة العلوم وإقرائها حتى حظي بالشيء الكثير ودرس وأفتى، وأجمعت الأمة على تقدمه وإمامته، وأطبقت الأئمة على فضله وجلالته". (٣)
وساق الكتاني في مناقبه كلامًا فقال: "من أعيان محدثي القرن العاشر، والمشهورين بكثرة التصنيف وسعة الرواية". (٤)
كما وصفه تلميذه شمس الدين بن طولون -وهو صاحب سيرته- بـ "الشيخ الإمام علم الأعلام المحدث الرحلة العلّامة الفهامة العالم العامل المنتقي الفاضل ... " (٥).
_________
(١) انظر: (مختصر طبقات الحنابلة: ص ٧٤).
(٢) انظر: (الشذرات لابن العماد: ٤٣/ ٨).
(٣) انظر: (النعت الأكمل: ص ٦٩).
(٤) انظر: (فهرس الفهارس: ٢/ ١١٤١).
(٥) السحب الوابلة: ص ٣٠٩ نقلًا عن "سكردان الأخبار" لابن طولون.
1 / 27