٢٨ - قوله: (مكة)، مكة: علم على جميع البَلْدَة، وهي البلدةُ الَمعْرُوفة المعظَّمة المحْجُوجَة، غير مصْرُوفَةٍ للعَلَمِيَّة والتأنيث. وقد سماها الله تعالى في القرآن بأربعةِ أسماءٍ: (١) بكَّة، (٢) والبَلْدة، (٣)، والقرية، (٤) وأم القرى. (٥) قال ابن سيدة: "سُمِّيت مكة: لِقلَّة مائها، وذلك لأَنَّهم كَانُوا يَفتَكُّون الماء فيها: أي يَسْتَخْرِجُونَه. وقيل: لأَنَّها كانت تَمُكُّ مَنْ ظَلَم فيها: أي تُهْلِكُه. (٦) وأما "بكة" بالباء، (٧) فيها أربعة أقوال: أحدها: أَنَّها اسم لِبُقْعَة البيت. (٨)

= العظمى، والجمع: أَطْرِقَة، وطُرُق" (الصحاح: ٤/ ١٥١٣ مادة طرق). (١) انظر: (المطلع: ص ١٨٦). (٢) وذلك في آية ٩٦ من سورة آل عمران، وذكرت في المطلع: ص ١٨٦ "مكة" أخذًا من الآية ٢٤ من سورة الفتح. (٣) وذلك في آية ٩١ من سورة النمل. (٤) وذلك في آية ١٣ من سورة محمد. (٥) وذلك في آية ٩٢ من سورة الأنعام. (٦) انظر: (المحكم: ٦/ ٤٢٠ مادة مكك). (٧) قال الأزهري: "هي مشتقة من بَكَّ الناسَ بعضُهُم بعضًا في الطوافِ: أي دفع بعضهم بعضًا". وقال ثعلب: البَكُّ: دقَّ العُنُق، ويقال: سُمِّيت بكِّةْ، لأنَّها كانت تَبُكُّ أَغنَاق الجبَابِرَة إذا أَلْحَدُوا فيها." (التهذيب: ٩/ ٤٦٣ - ٤٦٤ مادة بكك). (٨) قاله إبراهيم النخعي، وعطية، ومقاتل بن حيان، كما روي ذلك عن مالك ﵀. انظر: (تفسير الماوردي: ١/ ٣٣٥، تفسير ابن كثير: ٢/ ٦٤، تهذيب اللغة: ٩/ ٤٦٤).