151

Durr Manzum

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

Genre-genre

Fikah Syiah

وممن بايعه في مبتدأ الأمر السيدان الأوحدان الأخوان الهادي ومحمد ابنا إبراهيم بن علي المرتضى، ومن شواهد ذلك رسالة أنشأها الهادي في تفضيله وذكر كماله أولها: الحمد لله، عليك من إمام أمة، وكاشف غمة. رفع فيها من شأنه، وقضى بعلو مكانه، وكتاب كتبه السيد محمد بخط يده وجهه إلى الإمام جوابا عن كتاب الإمام إليه، وقفنا عليه، وفيه من التعظيم والتبجيل والثناء الجميل مالا يقدر قدره، وهو مفتتح بأبيات قد ذهب أولها، والباقي منها يصف فيه الكتاب الوارد إليه:

فضضت ختامه فأفاض دمعي

وفض الفهم من قلب جريح

فلو قد كنت ميتا ثم نودي

به لأجبت من تحت الضريح

فيا عجباه من طرس بديع

حباه الله معجزة المسيح

وآخر تلك الأبيات الرائقة:

أمير المؤمنين بقيت فينا

على رغم العدو بقاء نوح

ولا زالت تقاد إليك طوعا

رقاب العاصيات من الفتوح

ثم اتفق بعد ذلك خروج الإمام المهدي وفكاكه من الأسر، وكانت للهادي على بن المؤيد في ذلك عناية، وبعد خروجه جاء قاصدا إلى الإمام الهادي إلى صعدة حتى وافاه بوادي فلله، حال نهوضه إلى صعدة لافتتاحها، بعناية من الأمراء آل زيد فاتفق وخطب كل منهما، وكانت خطبة الهادي منطوية على التهنئة له بخلوصه من السجن وخروجه منه، وختمها بأبيات رائية الروي، بليغة، مضمنة للبيت المشهور، وهو:

وما جئت حتى أيس الناس أن تجي

وسميت منظورا وجئت على قدر

يشير على أنه جاء حال الانتهاض لافتتاح تلك المدينة، ويزعم كثيرون أنه إنما ضمن أبياته البيت المذكور لتشير إلى حصول الأيس منه بخروجه وما يقتضي من بطلان إمامته وصحة إمامة نفسه.

Halaman 158