Duroos Sheikh Omar Al-Ashqar
دروس الشيخ عمر الأشقر
Genre-genre
الأدلة على وجود الجن
الأدلة على وجود عالم الجن بهذه الصفات التي تحدثنا عنها سابقًا كثيرة منها: أن هذا أمر قد أجمعت عليه الأمم، يقول ابن تيمية: ولم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، ولا بأن الله أرسل محمدًا ﷺ إليهم، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن يعني: أن غالبية الكفار يثبتون الجن، وقد يثبتونهم باسم الجن أو باسم آخر، وفي عصرنا يكاد الناس في العالم الكافر المادي يؤمنون بوجود أرواح ويسمونهم بالأطباق الطائرة، ولهم تسميات مختلفة، لكن الجميع يؤمن بوجود عالم آخر غير منظور من غير البشر موجود.
وأهل الكتاب اليهود والنصارى يقرون بهم كإقرار المسلمين، وقد يوجد طوائف من اليهود والنصارى ينكرونهم كما وجد طوائف من المسلمين ينكرونهم، لكن الغالبية العظمى يقرون بهم ولا ينكرونهم؛ لأن الأنبياء والرسل جميعًا أجمعوا على هذا، وأخبروا بوجود عالم آخر غير عالم الإنس وغير عالم الملائكة يسمى عالم الجن، فالذين عندهم بقية من دين الأنبياء والرسل بل وغيرهم ممن تأثروا بهم وبما عندهم يقرون بوجود عالم الجن.
وبالنسبة للمسلمين فقد وردت نصوص قرآنية كثيرة تثبت وجود الجن منها: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ [الجن:١]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن:٦]، وستأتي جملة من هذه النصوص في أثناء البحث.
ومنها: أن كثيرًا من الناس استطاع أن يلتقي بالجن بطريقة ما، فهم ليسوا مثل الملائكة قلما يراهم الناس، ففي كل عصر من العصور هناك عشرات من الناس رأوا الجن، ومئات من الناس الثقات يروي لك أنه قد حصل لقاء بينه وبين الجن بصورة ما، كأن يتشكلوا أو يكون بينه وبينهم حديثًا، وإما أن تحدث أشياء قد نراها غريبة وعجيبة تدل على أن هناك عالمًا آخر غير منظور.
ومما يرد على الذين قالوا: أن عالم الجن هم عالم الملائكة اختلاف الأصل، فالملائكة خلقوا من نور، والجن خلقوا من نار بنص القرآن وبنص حديث الرسول ﷺ.
2 / 6