11

Duroos Ramadan

دروس رمضان

Penerbit

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genre-genre

وقال ابن القيم ﵀: " وأما فضول الطعام: فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر؛ فإنه يحرك الجوارحَ إلى المعاصي، ويثقلها عن الطاعات، وحسبك بهذين شرًّا، فكم من معصية جَلَبها الشبعُ وفضولُ الطعام، وكم من طاعة حال دونها؛ فمن وقي شرَّ بطنه؛ فقد وقي شرًّا عظيمًا، والشيطان أعظم ما يتحكَّم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ". إلى أن قال ﵀: " ولو لم يكن من الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله - عز جل - وإذا غفل القلب عن الذكر ساعةً واحدةً جَثَم عليه الشيطانُ، ووعده، ومنَّاه، وشهَّاه وهام به في كل وادٍ؛ فإن النفس إذا شبعت تحركت، وجالت وطافت على أبواب الشهوات، وإذا جاعت سكنت - وخشعت وذلت " اهـ. بل إن الذين يتوسعون في المآكل لا يجدون لها لذةً كما يجدُها المقتصدون. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: " فالذين يقتصدون في المآكل نعيمُهم بها أكثرُ من المسرفين فيها؛ فإن أولئك إذا أدمنوها، وألِفُوها لا يبقى لها عندهم كبير لذة مع أنهم قد لا يصبرون عنها، وتكثر أمراضهم بسببها " اهـ.

1 / 11