Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali
دروس للشيخ عبد الله الجلالي
Genre-genre
عدم الخضوع بالقول
ثم يذكر الله ﷿ الصفة الثانية فيقول: ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾ [الأحزاب:٣٢]، والخضوع معناه: اللين والرقة، والقول معناه: الحديث، أي: لا يجوز للمرأة إذا اضطرت إلى أن تكلم رجلًا ليس من محارمها أن تكلم هذا الرجل برقة ولين؛ سواء كان من خلال الباب، أو الهاتف، أو كلام المواجهة مع البائعين، وأمام الدكاكين عند الضرورة، إذا اضطرت إلى أن تخرج لتقضي حاجة من حاجاتها، بأي حال من الأحوال، يجب أن يكون كلامها طبيعيًا غير متكلف، ليست فيه رقة ولا لين؛ حتى لا يطمع من في قلبه مرض، أي: نفاق، أو شك، أو شهوة حرام، أو ربما يكون إنسانًا بريئًا طاهرًا فتؤثر فيه كلمة رقيقة يسمعها من امرأة ربما تكون نزيهة، ثم إذا بها تقع موقعها من قلبه، فإذا بها تؤثر عليه، وتفسد عليه دينه وأخلاقه وتقاه لله ﷿.
إذًا: على المرأة إذا تكلمت أن تقول قولًا معروفًا، كما أخبر الله ﷿؛ فليس بالكلام الخشن، وليس بالكلام الرقيق الذي يؤدي إلى الطمع فيها، فكم من كلمة رقيقة مقصودة أو غير مقصودة أثرت في أخلاق أمة، وأفسدت فردًا أو مجتمعًا! ولذلك فإن المرأة عليها أن تتقي الله حينما تضطر إلى الحديث مع أحد ليس من محارمها، أن يكون كلامها طبيعيًا، وألا يكون رقيقًا، وألا يكون مطمعًا فيها، مرغبًا من في قلبه مرض، ومحدثًا شهوة في قلبه تتعلق بهذه المرأة.
9 / 12