Duroos by Sheikh Ibn Jibreen
دروس للشيخ ابن جبرين
Genre-genre
الحض على تدريس الأبناء في حلقات تحفيظ القرآن
السؤال
تعلمون وتدركون ما للقرآن الكريم من دور هام يتضح جليًا في سلوك الأسرة المسلمة والمجتمع، فهل من توجيه في هذا المجال المبارك، وخصوصًا أن كثيرًا من المسلمين لا يحرصون على تدريس أبنائهم في حلقات جماعة تحفيظ القرآن؟
الجواب
أحسنت أيها السائل! وسمع ذلك الإخوان، ولا زيادة على ما ذكر هذا السائل أو هذا المقترح جزاه الله خيرًا.
ولا شك أن القرآن هو كلام الله، وفي تلاوته للاحتساب الأجر، قال ﷺ: (من قرأ حرفًا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (ألم) حرف، ولكن (ألف) حرف، (ولام) حرف، و(ميم) حرف) فإذا كان كذلك فإن على كل مسلم أن يهتم بالقرآن، يهتم بقراءته، ويهتم بتجويده، ويهتم بمعرفة النطق بكلماته وآياته، ويهتم أيضًا بكثرة تلاوته، حتى يكون من الذين يتلونه حق تلاوته، وينبغي له أن يجعل للقرآن وقتًا يوميًا، حتى لا يمضي عليه يومه ولم يقرأ شيئًا، فمثلًا يحدد وقتًا بعد الفجر أو بعد العشاء، يأخذ مصحفًا -إذا كان لا يحفظ- ويقرأ جزءًا أو ما تيسر يوميًا، فبذلك يكون قد استعد لهذا القرآن ولم يهجره، والله تعالى قد ذم الذين يهجرونه في قوله: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان:٣٠] يعني: معرضين عنه، فمن هجره: الإعراض عنه، وعدم تلاوته حق التلاوة، وما أشبه ذلك، هذا بالنسبة إلى العامة.
كذلك أيضًا: نوصي كل ناصح لنفسه محب للخير أن يربي على ذلك أولاده منذ الصغر، يحبب إليهم كتاب الله، ويدرسهم إياه وهم صغار حتى يتربوا على معرفته، وحيث إن الجماعات الخيرية -جزاهم الله خيرًا- قد توسعوا في نشر المدارس الخيرية في هذه البلاد، فنجد في كل محل مدرسة ومدرسون يدرسون القرآن، وحيث إن الأولاد -غالبًا- عندهم وقت فراغ في آخر النهار في مثل أيام الدراسة، فليس عندهم -غالبًا- حاجة بعد العصر، فإن من الواجب أو من المؤكد على الوالد أن يأتي بأولاده ويضمهم في هذه المدارس، ويرغبهم ويشجعهم على ذلك، ولو أن يعطيهم جوائز على الحضور أو على الحفظ أو ما أشبه ذلك، فبذلك ينفعهم الله تعالى، وبذلك أيضًا ينفعون آباءهم، والكلام على هذا معروف، وليس هذا مجال التوسع.
2 / 6