Durar dalam Ringkasan Ekspedisi dan Biografi

Ibn Abd al-Barr d. 463 AH
151

Durar dalam Ringkasan Ekspedisi dan Biografi

الدرر في اختصار المغازي والسير

Penyiasat

الدكتور شوقي ضيف

Penerbit

دار المعارف

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤٠٣ هـ

Lokasi Penerbit

القاهرة

غَزْوَة ١ حَمْرَاء الْأسد وَكَانَت وقْعَة أحد يَوْم السبت لِلنِّصْفِ٢ من شَوَّال من السّنة الثَّالِثَة من الْهِجْرَة. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد يَوْم الْأَحَد أَمر رَسُول اللَّه ﷺ بِالْخرُوجِ فِي إِثْر الْعَدو، وعهد أَن لَا يخرج مَعَه إِلَّا من حضر المعركة، فاستأذنه جَابر بْن عَبْد اللَّهِ فِي أَن يفسح لَهُ فِي الْخُرُوج مَعَه، فَفعل وَكَانَ أَبوهُ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرَام مِمَّن اسْتشْهد يَوْم أحد فِي المعركة. فَخرج الْمُسلمُونَ على مَا بهم من الْجهد والقرح٣، وَخرج رَسُول اللَّه ﷺ مُرْهِبًا٤ لِلْعَدو، حَتَّى بلغ موضعا يدعى حَمْرَاء الْأسد على رَأس ثَمَانِيَة٥ أَمْيَال من الْمَدِينَة فَأَقَامَ بِهِ يَوْم الْإِثْنَيْنِ٦، وَالثُّلَاثَاء، وَالْأَرْبِعَاء، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وَإِنَّمَا خرج بهم رَسُول اللَّهِ ﷺ مُرْهِبًا لِلْعَدو وليظنوا أَن بهم قُوَّة وَأَن الَّذِي أَصَابَهُم لم يُوهِنهُمْ عَن عدوهم٧. وَكَانَ معبد بْن أبي معبد الْخُزَاعِيّ قد رأى خُرُوج رَسُول اللَّه ﷺ وَالْمُسْلِمين إِلَى حَمْرَاء الْأسد، وَلَقي أَبَا سُفْيَان وكفارَ قُرَيْش بِالرَّوْحَاءِ، فَأخْبرهُم بِخُرُوج رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي طَلَبهمْ، ففت ذَلِك فِي أعضاد قُرَيْش، وَقد كَانُوا أَرَادوا الرُّجُوع إِلَى الْمَدِينَة، فكسرهم خُرُوجه ﷺ، فتمادوا إِلَى مَكَّة. وظفر رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي خُرُوجه بِمُعَاوِيَة بْن الْمُغيرَة بْن الْعَاصِ بْن أُميَّة، فَأمر بِضَرْب عُنُقه صبرا، وَهُوَ وَالِد عَائِشَة أم عَبْد الْملك بْن مَرْوَان.

١ انْظُر فِي غَزْوَة حَمْرَاء الْأسد ابْن هِشَام ٣/ ١٠٧ والواقدي ٣٢٥ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٣٤ والطبري ٢/ ٥٣٤ وَابْن حزم ص١٧٥ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ٣٧ وَابْن كثير ٤/ ٤٨ والنويري ١٧/ ١٢٦ والسيرة الحلبية ٢/ ٣٣٦. ٢ مر بِنَا فِي غَزْوَة أحد الْخلاف فِي تَحْدِيد يَوْمهَا من شَوَّال. ٣ الْقرح: الْجراح. ٤ على الرغم من جراحه وَكَانَ لِوَاء جَيْشه فِي أحد لَا يزَال معقودا فَدفعهُ إِلَى عَليّ وَقيل: بل إِلَى أبي بكر. ٥ وَيُقَال: هِيَ على عشرَة أَمْيَال من الْمَدِينَة. ٦ وَيُقَال: كَانُوا يوقدون فِي ليَالِي هَذِه الْأَيَّام من النيرَان خَمْسمِائَة نَار، حَتَّى يذهب صَوت معسكرهم فِي كل وَجه. ٧ وَفِي هَذِه الْغَزْوَة نزلت الْآيَتَانِ الكريمتان: ﴿الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح للَّذين أَحْسنُوا مِنْهُم وَاتَّقوا أجر عَظِيم، الَّذين قَالَ لَهُم النَّاس إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل، فانقلبوا بِنِعْمَة من الله وَفضل لم يمسسهم سوء وَاتبعُوا رضوَان الله وَالله ذُو فضل عَظِيم﴾ .

1 / 158