كالسلم (١)، [وخلاف الأولى كفطر مسافر لم يتضرر بالصوم] (٢) [وتمثيل المصنف -للمباح- بالسلم] (٣) أولى من تمثيل ابن الحاجب والبيضاوي بفطر المسافر (٤)؛ لأنه إن أريد بالمباح ما سبق في تقسيم الحكم، وهو الذي يتساوى طرفا الفعل والترك [فيه] (٥)، فلا يستقيم فطر المسافر مثالًا (٦) له؛ لأنه إن لم يتضرر فالصوم أولى، وإن تضرر فالفطر، وإن أريد به أعم، وهو ما أذن الشارع في تركه في الجملة اندرج تحته المندوب، والجواب (٧): بأنه أريد به فطر المسافر مطلقًا مع قطع النظر عن التضرر، وعدمه لا يجدي نفعًا.

(١) السَّلم -لغة-: التقديم والتسليم، وهو لغة أهل العراق، والسلف لغة الحجاز واصطلاحًا: بيع موصوف في الذمة ببدل يعطى عاجلًا، وهو مشروع إلا عند ابن المسيب، واتفقوا على أنه يشترط فيه ما يشترط في البيع.

راجع: سبل السلام: ٣/ ٤٩، والتعريفات: ص/ ١٢٠، ونيل الأوطار: ٥/ ٢٢٦.

(٢) ما بين المعكوفتين سقط من (ب) وأثبت بهامشها.

(٣) ما بين المعكوفتين سقط من (ب) وأثبت بهامشها.

(٤) راجع: المختصر مع شرح العضد: ٢/ ٧، والابتهاج: ص / ٢٢، ونهاية السول: ١/ ١٢٣.

(٥) ما بين المعكوفتين سقط من (ب).

(٦) في (ب): "مثاله"، والأوضح ما ذكر من (أ).

(٧) جاء في هامش (أ، ب): "الجواب للشيخ عز الدين الحلوائي ﵀ هـ".

قلت: وهو يوسف بن الحسن بن محمود، السرائي الأصل، ثم التبريزي، ويعرف بالحلوائي عز الدين، فقيه، أصولي، محدث، مفسر، تتلمذ على القاضي عضد الدين وغيره، له مؤلفات منها: شرح المنهاج للبيضاوي، وتوفي سنة (٨٠٢ هـ).

راجع: الضوء اللامع: ١٠/ ٣٠٩، وشذرات الذهب: ٧/ ٢١، ومعجم المؤلفين: ١٣/ ٢٩٢.