Durar Al-Uqud Al-Farida Dalam Biografi Tokoh-tokoh yang Berguna
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genre-genre
============================================================
وايتيش، وما زال حتى حسن ليشبك وأشياعه أن يرشد الناصر فرج ويمكن من الاستبداد ليحصل الغرض من أيتمش ومن معه من الأمراء، فقام الآمير يشبك بمن اجتمع إليه وهم فحول الشؤل، وجمعوا الأمراء والقضاة وأقاموا بينة من الخدام الشلطانية بأن السلطان بلغ رشيدا، فحكم القضاة بفك الحجر عن الناصر، وكان أول ما بدأ به أن أنزل أيتمش من الإصطبل الشلطاني، وقامت الحرب بين يشبك وأيتمش حتى انهزم آيتمش بالأمراء الظاهرية إلى الشام، وصار تدبير أمور الدولة ليشبك، فاشتدت أوافي ابن غراب، وامتد باعه، وطلب أخاه فخر الدين ماجد من الإسكندرية، وتقلد الوزارة، فبينا هو يظن أن قد خلا ذرعه إذ تقلد يلبغا السالمي وظيفة الأستادارية، فأبدى له صفحة وجهه وقلب ظهر المجن، وأغرى به الأمير يشبك حتى قبض عليه وأذاقه من العذاب أشده وأنكاه، وتولى ابن غراب أستادارية الشلطان، ولم يغير زي الكتاب، فصار يخاطب بالأمير بعدما كان يدعى القاضي، وضربت على بابه الطبول، وصار له ديوان، إلا أنه شكل ممتزج من قاضي وأمير، فشكله في زي الثياب هيئة الكتاب، وكلامه بلسان الترك، وعمله الذي يتقلده بعضه وهو نظر الخاص ونظر الجيش وظيفتا كتابة يخاطب متوليهما بالقاضي، وبعض عمله وهو الأستدارية إنما يتقلدها الأمراء، فلو أعطيت الألقاب حقها لكان يقال له: "القضاميري" لأنه قاضي وأمير. فلما تنازع الأمير جكم وسودون طاز زعامة الدولة مع يشبك كان لابن غراب في تلك الحروب الكثيرة أعظم سعي وأقوى فغل. ثم لم يكفه ذلك حتى فرمن داره إلى ناحية تروجة(1) يريد الثورة على أهل الدولة، فجمع العزبان أهل البحيرة، ولما لم يتم مراده من ذلك عاد إلى القاهرة على حين غفلة، واختفى عند صديقه جمال الدين يوسف الأستادار، وأصلح أمورة مع الأمراء وعاد أوفر ما كان وأبسط يذا، فشره إلى الزيادة في الرياسة،
وكما سياتي أيضا بعد قليل.
(1) قرية من كورة البحيرة، كما في معجم البلدان:
Halaman 94