Durar Al-Uqud Al-Farida Dalam Biografi Tokoh-tokoh yang Berguna
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genre-genre
============================================================
ولا يوافق أحذا على مصلحة، فإن سكتنا تعبنا، وإن عزلناه قام علينا من الناس الصياح بسببه . فقال: يا مولانا الشلطان، والله، ليس لي غرض في هذا الكلام؟ إنما قصدي جمال مملكة السلطان. فأسرها السلطان في نفسه، وبعد قليل مات ولي الدين عبدالله بن آبي البقاء قاضي دمشق، فكتب السلطان إلى البرهان بولاية قضاء(1) دمشق، فامتنع، وتعلل بشيخوخته وعجزه، فتخيل الظاهر أنه لا يرى صحة الولاية عنه، وغضب، فبعث بعض أعين ابن جماعة إليه بذلك، وتحذره من الامتناع، وتخوفه عاقبة ذلك، فبعث إليه الشلطان يعزم عليه إلا قبل، فأجاب على كره منه؛ وتوجه إلى دمشق، وأحوالها في غاية الخلل، وليس بمودع الحكم للأيتام مال البتة. فباشر على عادته إلى آن مات بها يوم الجمعة ثامن عشر شعبان سنة تسعين وسبع مثة، وترك بالمودع ما ينيف على الفي ألف درهم فضة ثمنها فوق المئة ألف مثقال من الذهب، رحمه الله، فلقد كان إماما عالما بالفقه والحديث والتفسير وأخبار الناس والعربية، خطيبا بلغيا، حسن الصوت في القراءة بالمحراب، مهابا شديذا على الملوك والأكابر، عفيفا عن كل ما يشين، تاركا للأغراض الدنيوية، جليلا مليح الوجه، جميل المحيا، زائد الوقار، بهج الزي، كثير الإفضال، عالي الهمة، ملوكي النفس، وهابا، مفضالا، ماجدا، حشما، فخورا، عديم التظير، عزوفا عن الضيم، مترفعا على العظماء، متواضعا مع الفقراء، صارما لا يراجع في مجلسه ولا يختلف عليه.
وبالجملة فلقد كان مفخرا تتجمل به الثول، وتتزين بوجوده الملوك والخول، وتتشرف به الؤتب العلية، وتختال به عجبا المناصب الدينية.
وقد قرأت عليه غير مرة واستفدت منه، وكان صديقا لأبي، وسمع على جدتي لأبي زينب بنت الكمال كتاب "الموطأ" على ما أخبرني بذلك من لفظه رحمه الله وغفر له وسيرد من مناقبه في هذا الكتاب طرف في تراجم من رويتها عنه إن شاء الله تعالى.
(1) سقطت من ج وهي ثايتة بخط المصنف.
Halaman 91