Durar Al-Uqud Al-Farida Dalam Biografi Tokoh-tokoh yang Berguna
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genre-genre
============================================================
فلما مات أبو فارس سنة ثمان وتسعين وسبع مثة عقد الأمر لأخيه أبي عامر عبدالله بن أبي العباس وقام بأمره وكفالة دولته حتى مات سنة تسع وتسعين في يوم الفطر، فأخذ البيعة لأخيه أبي سعيد عثمان بن أبي العباس، وجرى على عادته في القيام بالدولة إلى أن دبت عقارب السعاية به عند سلطانه أبي سعيد ووشى به عداته أنه يريد خلعه من الملك وإقامة بعض الإخوة، ففطن بذلك، ورام أن يتخلى عن الأمر، ويترك ما هو فيه، ويخرج عن ملابسة الدولة، ومخالطة السلطان، فلم ينهله غداته، وبادره السلطان أبو سعيد بأن بعث إليه وإلى ولده أبي زئد عبدالرحمن يستدعيهما عالى عادته، فلما صارا إليه قبض عليهما وسجنهما وطلب منهما المال، فحملا إليه حتى (إذا) (1) لم يقدر منهما على شيء أمر بهما فذبحا ذبكا في يوم الأحد ثامن شوال سنة ثلاث وثماني مثة، وأقام بعدهما في الحجابة القائد فارح بن مهدي: وكان أبو العباس رحمه الله حسن السياسة، مجتهذا في العمارة، ناهضا بأعباء الدولة، فكانت الأوطان في أيامه عامرة، وجباياتها دارة، والرعايا في نعمة غامرة، والملوك الدانية والقاصية تخشى بأسه وترغب في إحسانه. وبلغ من جميل سيرته وبديع سياسته أنه اجتمع على مائدة واحدة بين يديي سلطانه رسول ملك مصر، ورسول ملك الحبشة ورسول صاحب إفريقية، ورسول متملك تلمسان، ورسول ابن الأحمر صاحب غرناطة من الأندلس، وعدة رسلي من ملوك الفرنج، وجماعة من أمراء الشوس ومزاورة(2) جبال مراكش، وكان له ولولده آبي زيد عبدالرحمن في الجود والإفضال أخبار لولا شهرتها لما صدقت، لغرابتها وبعدها عن سير ملوك زمانه، فمنها آنه أنشد يوما في مجلسه وابنه معه فيه رجل قول حماد بن عجرد(2): (1) إضافة منا لا بد منها.
(2) بنو مزوارات بطن من صنهاجة.
(3) مكذا في المسودة والأصل "احماد بن عجرده، وهو خطأ بين، فعجرد لقب*
Halaman 217