Air Mata Bilyatcu
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Genre-genre
أدار محمود وجهه نحو الضوء الباهر الذي انسكب من النافذة بعد أن شدت أنيسة ستارتها القطيفة الخضراء: حلم غريب يا أنيسة، كابوس، كم الساعة الآن؟
قالت أنيسة وهي تفتح دولاب الملابس وتخرج منها بذلته الصيفية الرمادية التي يحبها: حتى المؤذن لصلاة الجمعة فشل في أن يوقظك، هل نسيت أننا ...
قال محمود متأوها: لا لم أنس، يا إلهي!
قالت أنيسة: حاولنا معك كثيرا، ونورة دقت الباب وفتحته أكثر من مرة، هيا شطف نفسك، الماء موجود لحسن الحظ، ونورة ... قال في لهفة وهو يشد نفسه من الفراش: ما لها؟ هل حرارتها ...
قالت أنيسة تطمئنه: درجة ونصف فقط، أعطيتها الدواء، المشوار أمامنا طويل. تمتم في قلق وهو يخفض رأسه إلى الأرض وكأنه يسلط عينيه داخل البئر: حالا، حالا. ثم وهو يرفع رأسه عنوة ويحدق في الضوء الساطع الذي غمر الغرفة وطارد كل الغربان والخفافيش والبوم التي حومت طول الليل في رأسه وبقيت تطن حول أذنيه: ولا بد من المرور على محطة البنزين.
قالت زوجته ضاحكة: وماذا أيضا ؟ - هل وضعت الكتب التي على المكتب في الحقيبة؟
قالت ضاحكة: كلها كما كانت، رجع الجمل بما حمل.
ودخلت نورة وهي تقول ضاحكة: وأنا رصصتها بنفسي يا بابا، سقوط قرطاج والعالم القديم والمدن الغارقة.
قال وهو يقرصها في خدها ويقبلها على جبينها ويلاحظ فرط شحوبها وارتفاع حرارتها: قلت لك أكثر من مرة: المدن المحترقة!
ثم لنفسه وهو يتجه إلى الحمام وصور الكابوس تتقافز حوله: ولا بد من زيارة أبي وأمي وإخوتي.
Halaman tidak diketahui