Air Mata Bilyatcu
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Genre-genre
سألت مشفقة: وماذا يفعل من غيره يا ابني؟
قال: يركب هو وكل الفلاحين الجرار.
سألت: الأتومبيل؟ كل الفلاحين على أتومبيلات، ومن يزرع الأرض يا ابني ويرويها ويعزقها ويلم محصولها؟
قال مؤكدا كلامه: بالمكن يا أمي، قلت لك بالمكن.
قالت في لهجة يائسة: ربنا قادر يا ابني، والبهايم من يحلبها يا حبيبي؟ من يرعاها؟
قال متطلعا إلى القرية الهاجعة كجثة تنزف طينا أسود: البهائم ستعيش في حظائر، تحلب بالمكن وتأكل بالمكن، المعدات البدائية ستزول وتحل محلها آلات جديدة نظيفة، ألم أقل لك لا بد أن ندخل عصر الصناعة، لا بد أن نسابق الزمن، الزمن الذي يجري كالأرنب ونحن نزحف وراءه كالسلحفاة؟ انظري، هؤلاء الفلاحون الذين يجلسون في الشمس قانعين راضين بالقدر ...
قاطعته وكأنها تحذره: المقدر لازم يكون يا ابني، وكل حي ونصيبه.
فهتف وهو يشوح بكلتا ذراعيه: هذه هي القدرية، نريد أن نقضي عليها، لا بخت ولا نصيب بعد الآن، الإنسان هو سيد القدر، هو صانع الحياة، هو المسيطر على الطبيعة، هكذا يقول العلم، العلم.
قالت مستسلمة: بحره واسع يا ابني ، وربنا يزيدك من نعيمه.
استطرد يقول كأنه يخطب: والعلم يقول لا بد من ثورة في الريف، لا بد من تحطيم المجتمع التقليدي، لا بد من القضاء على القدرية والقناعة بالبخت والنصيب.
Halaman tidak diketahui