Air Mata Bilyatcu
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Genre-genre
ظل يضحك حتى فاجأه الخجل ورهبة المكان فقال : موظف؟ قولي مدير ، رئيس.
عادت تسأل: بركة يا ابني، وشغلك صعب؟
تهيأ للشرح الطويل، رفع ذراعه وأخذ يشير بإصبعه ويقول: صعب؟ كله إلا التخطيط يا أمي، كله إلا التخطيط.
انعطف الوجه الحنون عليه في إشفاق، غابت منه الابتسامة وحل محلها حزن أبدي مظلم، كالذي يكسو وجوه الفلاحين.
سألت وهي تلفظ الحروف في حذر شديد: تخطيط؟
وجد أن المسألة تحتاج إلى شرح طويل، رفع ذراعه إلى أعلى وبدأ يشير بسبابته كأنه يوضح رسوما على لوح أمامه: التخطيط يا أمي هو الذي تخصصت فيه، طبعا حصلت على أعلى الشهادات ...
قاطعته قائلة: ربنا قادر يا ابني يعطيك.
استمر يقول: التخطيط يا أمي هو سياسة اقتصادية لتحقيق أهداف معينة، هو رسم صورة للمجتمع الجديد، المجتمع الذي نحلم به، هو الإطار المادي للمثل والآمال التي تسيطر علينا، أنا أرسم هذه الصورة، مع زملائي طبعا، وكلهم دكتاترة مثلي.
هتفت في فرح: يعني أنت دكتور يا حبيبي؟
قال في استنكار: أوه، طبعا، طبعا يا أمي، نرجع للموضوع، مجتمعنا متخلف، راكد، شبه ميت، يسود التأخر جميع مرافقه الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية، يعيش في الظلام بعيدا عن الحضارة والعلم والمدنية والحرية، يحيا غريبا في هذا الكوكب، ينظر إلى العالم كأهل الكهف أو كالمتفرج الهابط من كوكب آخر، سبعون في المائة من السكان أميون، عاجزون، مرض بالبلهارسيا والدوسنطاريا القدرية والفقر والصبر، مستوى دخل الفرد لا يصل إلى حد الكفاف ...
Halaman tidak diketahui