185

Doroos Al-Sheikh Hassan Abu Al-Ashbal

دروس الشيخ حسن أبو الأشبال

Genre-genre

التوجه إلى الله ﷿ بإنزال النصر من السماء وعدم الاغترار بالكثرة
السادسة: لابد أن تعلم أن العبرة بالتأييد الإلهي لا بالعدد والعدة، وإن كان ذلك مطلوبًا، لكنه ليس بيت القصيد، أما بيت القصيد فهو التوجه إلى الله ﷿ بإنزال النصر من السماء: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة:٢٤٩]، وقال الله تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ﴾ [الحج:٤٠]، ونصر الله ﷿ باتباع أوامره، واجتناب نواهيه، ومحبة أنبيائه، والعمل بتعاليم النبي ﵊.
قال أبو الدرداء فيما أخرجه البخاري: إنما تقاتلون بأعمالكم.
أي: أعمالكم هي سبب نصركم أو سبب هزيمتكم.
وقال الحسن البصري: عمالكم أعمالكم.
أي: ولاتكم ورؤساؤكم وحكامكم على قدر أعمالكم، فلستم أنتم بأخير منهم، ولا هم بأفسد منكم، أنتم منهم وهم منكم، وهم جزء من مجتمعكم، وأنتم جزء من مجتمعهم، فحسنوا العمل مع الله ﷿، وصلوا ما بينكم وبين الله يولي الله ﵎ عليكم خيار عباده، وإلا فلا، وهذه سنن كونية.
وكان من دعاء النبي ﵊ إذا لقي عدوًا كان يقول: (اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم، ونجعلك اللهم في نحورهم)، وكان يقول: (اللهم بك أصول وبك أجول)، وإن كان في سند هذا الحديث ضعف.
إذًا: فلا نصر إلا من عند الله ﷿، أما الاغترار بالكثرة فليس ينفع عند اللقاء.

13 / 12