451

Don't Be Sad

لا تحزن

Penerbit

مكتبة العبيكان

Genre-genre

يرضى عن ربِّه وقد ظهر حِلْفٌ كافرٌ ضدَّه من المنافقين واليهود والمشركين، فيقف صامدًا متوكِّلًا على اللهِ، مفوِّضًا الأمر إليه.
وجزاءُ هذا الرضا منه ﷺ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ .
هِتافٌ في وادي نخلة
أُخرج محمدٌ المعصومُ ﷺ من مكة حيث أهلُه وأبناؤه ودارُه ووطنُه، طُردُ طردًا وشًرِّد تشريدًا، والتجأ إلى الطائفِ فقُوبل بالتكذيبِ وجُوبِه بالجحودِ، وتهاوتْ عليه الحجارةُ والأذى والسُّ والشتمُ.
فعيناه بدموع الأسى تكِفانِ وقدماه بدماءِ الطهرِ تنزفانِ، وقلبُه بمرارةِ المصيبة يَلْعَجُ، فإلى من يلتجئ؟ ومن يسألُ؟ وإلى من يشكو؟ وإلى من يقصدُ؟ إلى اللهِ إلى القويِّ إلى القهارِ، إلى العزيزِ، إلى الناصرِ.
استقبل محمدٌ ﷺ القبلة، وقصد ربَّ، وشكر مولاه، وتدفَّق لسانهُ بعباراتِ الشكوى وصادقِ النجوى وأحرِّ الطلبِ، ودعا وألحَّ وبكى، وشكا وتظلَّم وتألَّم.
المآقي من الخطوبِ بكاءُ ... والمآسي على الخدودِ ظِماءُ
وشفاهُ الأيامِ تلثمُ وجهًا ... نَحَتَتْهُ الرعودُ والأنواءُ
اسمع سؤال النبي ﷺ مولاهُ وإلهه ليلة نخلة، إذْ يقول: «اللهم إني أشكو إليك ضعْف قوتي وقِلَّة حيلتِي وهواني على الناسِ، أنت أرحمُ الراحمين،

1 / 478