164

Doctrine of Monotheism in the Holy Quran

عقيدة التوحيد في القرآن الكريم

Penerbit

مكتبة دار الزمان

Nombor Edisi

الأولى ١٤٠٥هـ

Tahun Penerbitan

١٩٨٥م

Genre-genre

من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق، لأن صعود السماء مثل فيما يمتنع على بني آدم ويبعد عن الاستطاعة وتضيق عنه المقدرة. قال ابن جريج: "حرجًا بلا إله إلا الله فلا يجد لها في صدره مساغًا"١، وقال الطبري: "وهذا مثل من الله تعالى ذكره ضربه لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأن ذلك ليس في وسعه"٣.

١، ٢ تفسير الطبري ٨/٢٩ وانظر تفسير القرطبي ٧/٨١ وتفسير ابن كثير ٢/١٧٥ وتفسير الكشاف ٢/٤٩. ٣ سورة الأنعام آية ٣٦.

٧- أمثلة وصف حواس الموحد وحواس المشرك ضرب الله ﷾ مثل المؤمن الموحد بالحي والسميع والبصير وهو في النور والظل وبمن يمشي سويًّا، وضرب مثل الكافر بالميت والأصم والأبكم والأعمى وهو في الظلمات والحرور وبمن يمشي مكبًّا على وجهه وهو كالأنعام. وهذه في الحقيقة عدة أمثال، لكن لارتباطها ببعضها وصعوبة تمييزها عن بعضها، ولورودها في القرآن متداخلة، أحببت أن أتكلم عنها مجتمعة، وسأذكر أولًا كل الآيات التي وردت في هذا حسب ترتيب السور: يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ ١، ويقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ٢، ويقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ﴾ ٣، ويقول تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ ٤، ويقول تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لا

١سورة الأنعام آية ٣٦. ٢ سورة الأنعام آية ٣٩. ٣ سورة الأنعام آية ٥٠. ٤ سورة الأنعام آية ١٢٢.

1 / 179