Diya
الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10
Genre-genre
ومنه: الله تعالى خالق كل شيء ومالكه. ولا يجوز أن يقال لأجل هذا : هذا ولد الله، ولا زوجته، ولا هؤلاء بنوه وبناته؛ لأنه خالقهم. كما يقال: سماؤه وأرضه وخلقه ورسله وكتبه. ولا يقال: قميص الله ولا رداؤه ولا نعله ولا خفه وإن كان هو الخالق المالك لهذا كله. وكذلك هو خالق جميع الجوارح، ولا يقال: هذه عين الله ولا يده ولا رجله، ولا ما أشبه هذا كله، لا يجوز إضافته إليه تعالى وإن كان هو خالقه ومالكه.
ولا يجوز عليه تعالى ما يستقبح وإن كان محتمل المعنى؛ لأن القول في هذا إنما تسليم وأمور موضوعة لا على قياس وتشبيه، فلا يجوز على الله تعالى إلا ما أجازه العلماء، وحسن من أسمائه الحسنى /43/ وصفاته العلى، والله أعلم.
[فصل من كتاب آخر في ألفاظ مختلفة أخرى في حق الله تعالى]
ومن غيره: ولا يوصف الله تعالى بالصعود ولا بالنزول. ولا يقال: حواه مكان، ولا خلا منه مكان، ولا فارقه مكان، ولا لازمه (¬1) مكان، سبحانه كان قبل كان فاستغنى ربنا عن المكان. ولا يوصف بالقعود ولا القيام، ولا الكسل ولا التواني، ولا الخلوة ولا الفترة، ولا الشهوة ولا الغفلة، ولا اللهو ولا الشك، ولا الجهل ولا الندم، ولا السكوت ولا النطق. ولا يقال: أفسد إذ خلق الفساد، بل يقال: خلقه لجميع ما خلق صلاح منه لا فساد، وعدل لا جور. ولا يقال: جار (¬2) ولا أربى ولا أزنى ولا أسرق ولا أقذر، وهو تعالى خلق جميع ذلك، سبحانه له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين.
فصل [لا يوصف الله تعالى بالضجر والملل]
ولا يوصف تعالى بالضجر؛ لأن الضجر في اللغة اغتمام فيه كلام. ولا يتضجر، ومنه ضجر الناقة، وهي أن تكثر الرغاء، ويقال: إنها الضجور (¬3) .
Halaman 85