274

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genre-genre

فإن قال قائل: الله تعالى شاء من المشركين الشرك؟ قيل له: نعم. فإن قال: ما الدليل؟ قيل له: قوله عز وجل: {ولو شآء الله مآ أشركوا} (¬1) {ولو شآء الله ما فعلوه} (¬2) {ولو شئنا ءلاتينا كل نفس هداها} (¬3) ، فهذا كله دليل على أنه شاء ما فعلوه، وإذا شاء ذلك فقد أراده. والإرادة والمشيئة هما صفات ذات لا صفتا فعل، كالعلم والقدرة. والدليل على أن الله تعالى لم يشأ الإيمان من الخلق كلهم قوله عز وجل: {ولو شآء ربك ءلامن من في الأرض كلهم جميعا} (¬4) ، فهذا دليل على أنه لم يشأ أن يؤمنوا جميعا؛ لأنه قد أخبر تعالى أنه لو شاء لآمنوا جميعا، فلما لم يؤمنوا جميعا علمنا أنه لم يشأ أن يؤمنوا.

فإن قال (¬5) : لو شاء لآمنوا بالجبر، قيل له: إن الإيمان قد يكون بجبر وغير جبر، فليس لك أن تزعم أن معنى هذا خاص إلا بآية تدل على خصوص هذه الآية. فأما الله تعالى لم يجبر أحدا، وإنما آمن من آمن مختارا غير مجبور وقد قال الله عز وجل: {إنه تذكرة فمن شآء ذكره وما تذكرون إلآ أن يشآء الله} (¬6) ، ففي هذا تثبيت المشيئة وأنه لا يكون إلا ما علم وشاء وأراد، وإبطال قول من زعم أنهم يفعلون خلاف ما علم الله تعالى منهم (¬7) ما أراد.

* مسألة [الأدلة على أنه لا يقع شيء في الكون إلا بمشيئة الله]:

Halaman 278