235

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genre-genre

وروي أن الحسن (¬1) دخل على جابر بن زيد وهو يجود بنفسه فقال له: يا أبا الشعثاء، قل: «لا إله إلا الله»، فسكت، فاشتد ذلك على الحسن، ثم أعاد عليه القول ثانية فلم يجب، فاشتد على الحسن، وقال: رجل مثل جابر بن زيد لا يرزق عند موته شهادة أن لا إله إلا الله!. ثم أعاد عليه القول ثالثة فقال جابر: قد طالما قلناها إن تقبلت، ثم تلا قول الله تعالى: {هل ينظرون إلآ أن تأتيهم الملآئكة أو يأتي ربك...} الآية (¬2) ، فقال الحسن: عالم ورب الكعبة!. ولما دفن جابر وقف الحسن على قبره فقال: اليوم دفن رباني هذه الأمة. هكذا روي، والله أعلم.

* مسألة [قول «لا إله إلا الله» أول واجب، ولا يكفي وحده]:

وقول «لا إله إلا الله» كسائر العبادات، وأول المفترض على المكلفين، فمن لم يقصد بقولها إلى توحيد الله تعالى لإنفاذ العبادة على سبيل الفرض الذي أمر به أو النفل الذي ندب إليه بعد دخوله في الجملة لم يكن مطيعا بل يكون عاصيا.

ومن أقر بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وصدق به لم يثبت له الإسلام بهذا وحده حتى يقر بالجملة بأن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به محمد j عن الله حق.

* مسألة [حكم قول «لا إله إلا الله» عند المعاملات]:

ولا يجوز لمن يبيع السمك أن يجعل قول «لا إله إلا الله» علامة لبيع سمكه، وذلك أن يقوله ويرفع صوته ليعلم أن معه سمكا فيصل إليه من يريد شراءه.

Halaman 239