Diya
الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10
Genre-genre
اختلف الناس في كلام الله عز وجل لموسى j، فقال قوم: إنه أسمعه نفسه متكلما. وقال آخرون: أسمعه صوتا أفهمه به الكلام، وقال قوم: إنه كلمه بالوحي، وقد قال الله عز وجل: {وكلم الله موسى تكليما} (¬1) وذلك حق من الله، وقد كلمه كما قال، كما شاء، على ما شاء من ذلك.
ومن حجة من قال: إن كلامه له بالوحي قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا} (¬2) وهذا خبر غير منسوخ؛ لأن الأخبار لا تنسخ، فيجوز أن يكون كلمه بالوحي منه إليه. وقد سمى الله التوراة كلامه فقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه...} الآية (¬3) ، وقد سمى القرآن كلامه /94/ بقوله تعالى: {حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه} (¬4) ، وقد كان الوحي إلى النبي j، والاتفاق أن القرآن وحي، وقد سماه كلامه، فقال لنبيه عليه السلام: {انآ أوحينآ إليك كمآ أوحينآ إلى نوح والنبيين من بعده...} (¬5) تمام القصة، فذلك بالوحي (¬6) كما قال تعالى. وهذا عن أبي الحسن (¬7) رحمه الله.
Halaman 218