Diya
الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10
Genre-genre
وتأويل هذا الخبر عندنا إن صح «إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر»، يقول: تعرفون ربكم اضطرارا، معرفة لا شك فيها، ولا دفاع يدعو إلى إخلافها، كما أن معرفتكم بالقمر اضطرارا لا شك فيها؛ لأن معرفة الله عز وجل في الدنيا باكتساب يقع فيها الاختلاف، وفي الآخرة يقع الاضطرار، ويزول الشك. وهذا التأويل أصح في اللغة، وأليق بصفات الله عز وجل؛ لأن الرؤية في اللغة على وجهين:
- رؤية هي إدراك البصر، وقد نفى الله تعالى عن نفسه درك الأبصار.
- ورؤية أخرى، وهي معرفة القلب، وقد تقدم ذكرها، ومنها (¬1) قوله تعالى: {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة} (¬2) أي: ألم يعلم ذلك ؟ لأن الإنسان لم ير نفسه حين خلق من نطفة.
[أدلة نفي رؤية الله تعالى]:
وقد جاءت أخبار تؤيد ما تأولناه، وترد قول من خالفنا. منها:
- ما روى أبو الزبير (¬3) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله j: «إن أحدا لن (¬4) يرى ربه في الدنيا ولا في الآخرة» (¬5) .
Halaman 206