183

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genre-genre

فأما ما يراد به الملك والقوة فقولهم: ما فلان إلا في قبضتي، يريد: إلا في ملكي وقبضتي. وقولهم: قد قبض فلان الأرض، ليس أنه قبضها بيده، وإنما يعني أن ذلك قد صار في ملكه، أي: قدر عليه.

وأما القبضة التي هي إفناء الشيء فهو قولهم: قد قبضه الله إليه، يعنون: قد أفناه الله من الدنيا، لا أنه قبضه القبضة المعقولة بيننا باليد التي هي جارحة، تعالى الله عن هذه الصفة وجل.

* مسألة [معنى قوله عز وجل: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة}]:

فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} (¬1) قيل له: قد روي (¬2) عن ابن عباس والحسن (¬3) وقتادة (¬4) أنها في قدرته وملكه وسلطانه. وقال غيرهم: يعني ذاهبة فانية يوم القيامة بقدرة الله تعالى على إفنائها. ويقال: الأشياء في قبضة الله عز وجل، أي: في ملكه، لا قبضة جارحة، إذ الجوارح عن الله تعالى منفية.

* مسألة [معنى قوله تعالى: {والله يقبض ويبصط}]:

فإن قال: فما معنى قوله: {والله يقبض ويبصط} (¬5) قيل له: معناه: يقتر ويوسع على من يشاء، ليس يعني قبضة اليد التي فيها الأصابع ولا بسطتها. ولو كان ذلك كذلك لما جاز (¬6) أن يكون قابضا وباسطا في حالة واحدة، والله تبارك وتعالى في حال واحدة يقبض الرزق ويبسط على من يشاء، وفي الحال التي هو فيها قابض عن هذا باسط على هذا، ويفعل أفاعيل مختلفة في حال واحدة، ولا يعجزه شيء مما يريده، بل هو تعالى على كل شيء قدير.

فصل [معنى أن قلب ابن آدم بين إصبعي الله]

Halaman 187