138

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genre-genre

فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد} (¬1) وقوله تعالى في آية أخرى: {خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي} (¬2) فما مجاز ذلك؟ قيل له: قال المفضل (¬3) والفراء (¬4) وقطرب (¬5) : البصر هاهنا العلم، تقول: كنت تكذب فأنت اليوم عالم بالأمر نافذ البصر فيه. وهذا كقول القائل: فلان له بصر نافذ بعمل كذا، أي: هو بصير به، ومثله قوله عز وجل: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} (¬6) أي: ما أسمعهم وأبصرهم يومئذ، يقول: هم سمعاء بصراء؛ لأن الشك قد زال عنهم.

وأما قوله تعالى: {خاشعين من الذل...} الآية فهو كما قال عز ذكره.

* مسألة [معنى قوله عز وجل: {سنفرغ لكم أيها الثقلان}]:

فإن قال: فما معنى قوله عز وجل: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} (¬7) أشغله شيء عن شيء؟ قيل له: هذا وعيد وتهدد، ليس فراغا من شغل، كقولك للرجل: سأفرغ لك وأنت غير مشغول. والعرب تقول: أتفرغ وأفرغ. وقرأ جماعة: «سيفرغ» بالياء (¬8) ، أي: سيفرغ الله لكم، واحتجوا بقوله تعالى: {كل يوم هو في شأن} (¬9) .

Halaman 142