102

Diya

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Genre-genre

فإن قال: كيف يجوز أن تقول: {ثم استوى على العرش} (¬1) ، و«ثم » لا تجري في اللغة إلا على معنى حادث، وملكه الأشياء عندكم غير حادث؟ قيل له: إن معنى قوله تعالى: {ثم استوى على العرش يدبر الأمر} (¬2) أراد به يدبر الأمر وهو مستو على العرش، فذكر «ثم» عند الاستواء توسعا في القول، وهو يريد: ثم يدبر، كما قال: {حتى نعلم المجاهدين منكم} (¬3) و«حتى» لا تجري في الكلام إلا على معنى حادث مستأنف، ولا يجوز أن يعلم الله تعالى الأشياء بعلم حادث مستأنف؛ لأنه لم يزل بالأشياء كلها عليما، ولكن أراد بقوله عز وجل: {حتى نعلم المجاهدين منكم}: حتى يجاهد المجاهدون وهو عالم بهم، فذكر «حتى» مع قوله تعالى: {نعلم} توسعا في القول ومجازا، وهذا مثل قوله تعالى: {ثم استوى على العرش يدبر الأمر}.

* مسألة [في قوله تعالى: {استوى إلى السمآء}]:

فإن قال: فما قوله تعالى: {استوى إلى السمآء} (¬4) قيل له: أراد بذلك ثم قصد خلق السماء، فذكر الاستواء وهو يريد القصد مجازا؛ فقال المفضل (¬5) : قال الحسن (¬6) : يعني استوى أمره وصنعه الذي صنع الأشياء إلى السماء.

وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خلق الله الأرض في يومين قبل السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين. وقيل عنه رحمه الله: {استوى إلى السمآء} أي: صعد أمره إلى السماء. وقال المفضل: العرش والكرسي والسرير /52/ واحد.

Halaman 106