195

Diwan Makna

ديوان المعاني

Penerbit

دار الجيل

Lokasi Penerbit

بيروت

Wilayah-wilayah
Iran
(كالقطرانِ الذي يرى أبدًا ... في رأسهِ ما اقتني من العكر)
وهو من قول الناس أول الدن دردي. وقالت العلماء البلاغة أن تجعل المعنى الدنئ رفيعًا والمعنى الرفيع وضيعًا. ومثل قول ابن الرومي قول الديملي:
(في أوانِ الشبابِ عاجلني الشيبُ ... وهذا من أوَّل الدنَ دُردي)
وليس هذا بالمختار لا بتذال لفظه. وقلت في بخيل:
(قفعَ البردُ ضيف عمرو فأضحى ... مثلَ من فيهِ يا أخي زمانه)
(باتَ للبرد في طهارةِ سوءٍ ... ومن الجوع والطوى في بطانه)
(وهو قدمًا للضيف جُوعٌ وقرٌ ... ولمولاهُ ذِلةٌ ومهانه)
(جمع الرأس بين رأسه ورجلي ... فكأني في بيته أرسانه؟)
وقلت:
(ضفت عمرًا فجاءني برغيف ... زادني أكلهُ على الجوع جوعا)
(ثمَّ ولّى يقولُ وهو كئيبٌ ... لهف نفسي على رغيف أضيعا)
(كانَ خداعةَ الضيوفِ ولكنْ ... رُبما أصبحَ الخدوعُ خديعا)
(كنتُ أنزلته محلًا رفيعًا ... فغدا ذلك الرفيعُ وضيعا)
(عجبًا منه إذ أتيحَ هجاهُ ... كيفَ لم يمتنع وكان منيعا)
(اتفاق الأسماء والألقاب وتباعد ما بينها في الأخلاق) قال الأول في ذلك:
(يزيد الخير إنَ يزيد قومي ... سميك لا يزيدُ ولا تزيدُ)
(يقودُ عصابةً وتقودُ أخرى ... فيرزق من يقودُ ومن تقودُ)
(شبيهك في الولادةَ والتسمي ... ولكن لا يجودُ كما تجودُ)
ومثله:
(عليٌ وعَبدُ الله بينهما أبٌ ... وشتانَ ما بين الطبائعِ والفعلِ)
(ألم ترَ عبد الله يلحى على الندى ... عليًّا ويلحاهُ عليٌّ على البخلِ)
ومثله:
(فإن يك مجرانا " لى جمع نسبةٍ ... ففي الرأي والأخلاقِ مختلفانِ)
(وما أنتَ مثلي في مقام أقومُهُ ... لدى البأسِ إلاّ أننا أخَوَانٍ)

1 / 201