151
(هذا كتاب المبالغة) في المعاتبات والهجاء والاعتذار وهو (الباب الثالث من كتاب ديوان المعاني) وهو يشتمل على ثلاثة فصول ٣ - (الفصل الأول في المعاتبات) فمن أوائل ذلك ما أخبرنا به أبو القاسم عن العقدي عن أبي جعفر عن المدائني قال قال ﵊ لطلحة حين رأى تلونه عليه (فِراقٌ جميلٌ خيرٌ من صحبةٍ على دَخنْ) والدخن والدخل الفساد والمدخول الفاسد وقد دخل فسد، وروي (على دخل) ومن قديم ما جاء في ذلك قول أبي ذؤيب: (تُريدينَ كيما تجمعيني وخالدًا ... وهل يُجمعُ السيفانِ ويحك في غمدِ) يقول لأم عمرو امرأة من هذيل وكان رجل منهم يقال له وهب بن عمرو وقيل وهب بن جابر هويها فامتنعت عليه فخرج يومًا يتصيد فختل ظبية فلما أخذها أنشد: (فما لك يا شبيهةَ أمِّ عمروٍ ... إذا عاينتنا لا تأمنينا) (فعينُك عينُها إذ تنظرينا ... وجيدُك جيدُها لو تنطقينا) (وساقك ساقها ولأمَ عمروٍ ... خدلّجةٌ يضيقُ بها البرينا) (ورأسُك أزعر ولأمِّ عمروٍ ... غدائر يتعفرن وينثنينا) ثم خلا منها فبلغ ذلك أم عمرو فواصلته وكان رسوله إليها أبو ذؤيب فلما أينع وترعرع رغبت إليه واطرحت وهبًا وخشي أبو ذؤيب الفضيحة فقصر عنها

1 / 157