42

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Penerbit

الدار القومية للطباعة والنشر

Lokasi Penerbit

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Genre-genre

وقوله: "حتى استَدَقّ نُحُولهُا" أي دقَّ دِقُّها، والهاء لأطراف. دِقّتُها، أي كأنها ازدادت دِقّة. على حِينَ ساواه الشَّبابُ وقارَبَتْ ... خُطَايَ وخِلْتُ الأرضَ وَعْثًا (١) سُهولُها أراد: أصابتني المصيبةُ حين تم "نُشَيبةُ" ونقصتُ أنا وكَبِرتُ. حَدَرْناهُ بالأثْوابِ في قَعْرِ هُوَّةٍ ... شَديدٍ على ما ضُمَّ في اللَّحْد جُوُلها أي قَبرٍ (٢). فالهُوَّة ها هنا: القبر. ما له جُولٌ ولا معقول، أي رأيٌ وتمَاسُكٌ (٣) وأصله جانبُ البئر. يقال: انهَدَم جُولُ البئرِ وَجالهُا. (أساس البلاغة). * * * وقال أبو ذؤيب أيضا ألَا زعَمتْ "أسماءُ" أن لا أُحِبُّها ... فقلتُ: بَلَى، لولا ينازِعُني شُغْلِي ينازِعُني: يجاذِبُني. يقول: لو (٤) يُخَلِّيني (٥) شُغْلي وما أريد.

(١) روى: "سوّاه الشباب" كما روى: "وعرا" مكان قوله: "وعثا"؛ والوعث من الطرق: ما عسر السلوك فيه وشق. ويريد بقوله: "وقاربت خطاي"، قرب بعضها من بعض وتقاصرها. يشير إلى ضعفه عن المشي لكبر سنه، فيظن سهول الأرض وعورا وحزونا يصعب سلوكها. (٢) في الأصل: "قتل"؛ وهو تحريف صوابه ما أثبتنا، إذ معنى البيت يقتضي أنه قبر لا قتل. (٣) المناسب في تفسير الجول هنا ما ورد في اللسان من أن جول القبر ما حوله. قال: وبه فسر قول أبي ذؤيب، وأنشد هذا البيت. وعبارة السكري في شرحه: الجول ها هنا: ما حول القبر من داخله. (٤) كذا في شرح السكري: والذي في الأصل "لولا" ولا يناسب معناه سياق العبارة: وذكر ابن هشام في المغني أن "لولا" في بيت أبي ذؤيب هذا كلمتان بمنزلة قولك: "لو لم". (٥) في الأصل: "تخليتي"؛ وهو تصحيف؛ وما أثبتناه عن شرح السكريّ. ونص عبارته: "لو يخليني شغلي وما أريد لجزيتك وأضعفت" اهـ. يشير إلى أن جواب "لولا" في البيت الآتي.

1 / 34