فمر كما مرت ذوائب عشوة، # تقاد بأطراف الرماح وتجنب (1)
نظرت وألحاظ النجوم كليلة، # وهيهات دون البرق شأو مغرب (2)
فما الليل إلا فحمة مستشفة، # وما البرق إلا جمرة تتلهب (3)
أمن بعد أن أجللتها ورق الدجى # سراعا، وأغصان الأزمة تجذب
وعدنا بها ممغوطة بنسوعها، # كما صافح الأرض السراء المعبب (4)
كأن تراجيع الحداة وراءها # صفير تعاطاه اليراع المثقب (5)
وردن بها ماء الظلام سواغبا، # ولليل جو بالدراري معشب (6)
تنفر ذود الطير عن وكراتها ، # فكل، إذا لاقيته، متغرب
وتلتذ رشف الماء رنقا، كأنه # مع العز ثغر بارد الظلم أشنب (7)
أذعنا له سر الكرى من عيوننا، # وسر العلى بين الجوانح يحجب
حرام على المجد ابتسامي لقربه، # وما هزني فيه العناء المقطب
تهر ظنوني في المآرب إربة، # ويجنب عزمي في المطالب مطلب (8)
ودهماء من ليل التمام قطعتها # أغني حداء، والمراسيل تطرب (9)
Halaman 109