204

وتظل غربان الفلا ، فيما ادعت ،

يأكلن لحم الأرض مبتدرات

12

والغيث يهدي الدمع ، كل عشية ،

لغيوم يوم لم يحط بنبات

13

و ترى الرياح إذا مسحن غديره ،

صقلنه ، ونفين كل قذاة

14

ما غن يزال عليه ظبي كارع ،

كتطلع الحسناء في المرآة

15

و سوابح يجذفن فيه بأرجل

سكنت عليه بكثرة الحركات

16

فتخالهن كروضة في لجة ،

و كأنما يصفرن من قصبات

17

ويغرد المكاء في صحرائه ،

طربا لترنيح من النشوات

18

يا صاح غاد الخندريس ، فقد بدا

شمراخ صبح لاح في الظلمات

19

والريح قد باحت بأسرار الندى ،

وتنفس الريحان بالجنات

20

شفع يد الساقي وطيبة مائه ،

في السكر كل عشية وغداة

21

Halaman 204