وكنت جلاء للعيون من القذى
فقد جعلت تقذي بشيبي وترقد
هي الأعين النجل التي كنت تشتكي
مواقعها في القلب ، والرأس أسود
فما لك تأسى الآن لما رأيتها
وقد جعلت مرمى سواك تعمد
تشكي إذا ما أقصدتك سهامها
وتأسى إذا نكبن عنك وتكمد
كذلك تلك النبل من وقعت به
ومن صرفت عنه من القوم مقصد
إذا عدلت عنا وجدنا عدولها
كموقعها في القلب بل هو أجهد
تنكب عنا مرة فكأنما
منكبها عنا إلينا مسدد
كفى حزنا أن الشباب معجل
قصير الليالي والمشيب مخلد
إذا حل جارى المرء شأو حياته
إلى أن يضم المرء والشيب ملحد
أرى الدهر أجرى ليله ونهاره
كما أنه وتر إذا عد سؤدد
Halaman 51